إعلان قصر باكنغهام وفاة الملكة إليزابيث الثانية كان متوقعا بعد وفاة زوجها الأمير فيليب في 9 أبريل 2021 إذ تدهورت حالتها الصحية بسبب ما يسميه قصر باكنغهام مشكلات عرضية تتعلق بالحركة جعلها تنسحب من العديد من المناسبات الرسمية، فضلاً عن المشاركات رفيعة المستوى، بناءً على نصح الأطباء لها، وأمس كشف قصر باكنغهام أن الملكة إليزابيت الثانية تخضع للإشراف الطبي، بعد قلق الأطباء على صحتها .
جسر لندن قد سقط
وظهر أن كلمة السر هي “جسر لندن” (London Bridge)، وهي اسم العملية التي تتضمن كل الإجراءات التي سيتم اتباعها من لحظة وفاة الملكة إلى حين دفنها، وتولية ولي العهد الأمير تشارلز ملكا جديدا للبلاد، وقد وضعت هذه الخطة منذ الستينيات وشاركت الملكة إليزابيث الثانية فيها، وكانت تتحدث دائما عن تلك الخطة مع الملوك والملكات في بريطانيا الذين يحاولون الآن الترتيب لها والتي تبدأ مراسمها بعد وفاتها، إذ يقوم طبيب الملكة بتوقيع على نبأ وفاتها بعد الكشف عليها والتأكد من وفاتها، وعلى إثر ذلك يبلغ مساعد الملكة الأول اللورد إدوارد يونغ بهذا النبأ، ويسلمه بيانا بذلك وبدوره يقوم المساعد بتبليغ نبأ الوفاة إلى رئيس الوزراء البريطاني ويبلغه أيضًا بأن جسر لندن سقط .
رحلة نقل جثمان الملكة إليزابيث الثانية
وبحسب وسائل الإعلامية البريطانية نقلاً عن البيان قصر باكنجهام أن الجثمان الملكة الراحلة إليزابيث الثانية سيتم نقله اليوم من قصر المورالى في أسكتلنديا الذي توفيت فيه الملكة إلى لندن عبر القطار الملكي في محطة سبنسر في لندن، ثم يؤخذ الجثمان إلى قاعة وستمنستر في قصر وستمنستر بلندن لمدة ثلاثة أيام حتى يستطيع البريطانيين اللقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بعد ذلك سيذهب الملك الحديد تشارلز الثالث إلى مقاطعات المملكة المتحدة من إسكتلاندا إلى ويلز ثم إلى إيرلندا الشمالية ليبيعه الناس ملكا، وفي هذه المرحلة يبلغ رئيس الوزراء نبأ الوفاة إلى 15 حكومة خارج المملكة من الشركاء الرئيسيين وبعد ذلك يتم إبلاغ 36 دولة وزعماء دول الكومنولث المستعمرات البريطانية السابقة. وفي اليوم العاشر ستكون هناك جنازة دولية من كل أنحاء دول العالم في كنيسة دير وستمنستر، ليعم الصمت لمدة دقيقتين في جميع أنحاء البلاد في ظهر هذا اليوم. مع تنكيس الإعلام منذ الحظة التي تم الإعلان عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية وتكسو بوابات قصر باكنجهام لافتة سوداء ودخول البلاد حالة الحداد التي بدأت بالفعل وستنتهي في اليوم العاشر .
مسيرة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية طيلة 70 عاما
اعتلت العرش عام 1953 حتى عام 2022. وتعتبر الملكة الدستورية لمجموعة دول الكومنولث التي تضم 53 دولة، وترأس الكنيسة الأنجليكانية نظرا لكونها ملكة بريطانيا وإيرلندا الشمالية. وهى الأطول حكما في تاريخ بريطانيا والثانية في قائمة أطول الملوك حكما في التاريخ بعد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، اتسمت حقبة الملكة إليزابيث بالانضباط والشعور بالواجب، كما إنها سادس امرأة تتولى عرش بريطانيا عاصرت 15 رئيسا للوزراء، فهي من قامت بتعين ونستون ليونارد سبنسر تشرشل رئيس وزراء بريطانيا منذ عام نوفمبر 1874 – 24 يناير 1965 الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية حتى ليزا ترس عام 2022 ويقول المقربون منها أن الملكة إليزابيث الثانية حاضرة ذهنيا في كل الأحاديث، كان البريطانيين ينتظرون خطاباتها التي تلهم الناس وترفع معنوياتهم وتعينهم على تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد وخاصة في أزمة كورونا، وتمتلك حس الفكاهة حتى في أخر أيامها، حرصت طيلة حكمها أن تكون آراءها السياسية بعيدة عن الرأي العام البريطاني، وكانت تستقبل في القصر الملكي سياسيين وقضاه ورجال أعمال لإجراء محادثات سرية على مدار الأسبوع.