لا شك أن الحروب تختلف عبر التاريخ في استمراريتها فمنها ما يستمر مئات السنيين ومنها ما يقتصر على بضعة شهور أو حتى أيام ولكن حرب تنتهى بعد اندلاعها بـ 38 دقيقة فقط فهي من النوادر التي كتبت في ذاكرت التاريخ وعرفت بأنها أقصر حرب عرفها التاريخ البشري، فلنذهب معًا عبر السطور لنعرف قصة أقصر حرب في التاريخ استمرت ساعة واحدة بدأت بعدها حقبة الاستعمار البريطاني لزنجبار.
الحرب الإنجليزية الزنجبارية
وهى الحرب التي حققت فيها بريطانيا أسهل انتصار عسكري على الإطلاق بدأت بعد توقيع معاهدة هليجولاند بين بريطانيا وألمانيا عام 1890 وزعت بموجب هذه المعاهدة مناطق النفوذ في شرق إفريقيا، كانت زنجبار من نصيب بريطانيا بينما منحت ألمانيا السيطرة على البر الرئيسي لتنزانيا، وبذلك أصبحت زنجبار محمية بريطانية بعد دخول المعاهدة حيز التنفيذ، وحددت بريطانيا هدفين رئيسين للسياسة هما إلغاء العبودية التي كانت نجارة ومصدر ثروة للسلاطين في زنجبار والهدف الثاني عودة الاقتصاد التجاري القوي لجزيرة زنجبار الواقعة على المحيط الهندي ثم عينت بريطانيا حمد بن ثويني البو سعيد سلطان على جزيرة زنجبار عام 1993 لكنه توفى فجأة في قصره بعد 3 سنوات من توليه الحكم.
ماذا تعرف عن أقصر حرب في التاريخ والتي استمرت ساعة واحدة؟#الجزيرة_فيديو pic.twitter.com/Q1DIbVPLUB
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 29, 2022
سبب الحرب الإنجليزية الزنجبارية
تردد آنذاك أن ابن عمه خالد بن برغش دس له السم ليحل محله في الحكم بعد ساعات من وفاته دون موافقة بريطانيا التي بدأت تحشد قوتها حول القصر تجاهل خالد كل الإنذارات التي أرسلتها له بريطانيا ونشر 3000 رجل لحماية القصر والكثير من المدافع ويختاً مالكيا متواضع التسليح في المرفأ القريب.
وفي اليوم التالي دخلت سفينتان حربيتان بريطانيتان الميناء تحملان 9000 مقاتل من الزنجباريين الموالين لبريطانيا وصدر الإنذار الأخير لخالد في التاسعة صباحاً يوم 26 أغسطس عام 1896 لمغادرة القصر، لكن خالد رفض الإنذار اعتقادا منه أن البريطانيين لم ينفذوا تهديدهم، ومع انتهاء المهلة المحددة في تمام الساعة التاسعة صباحا اندلعت الحرب بعد أن صدر أمر للسفن البريطانية بقصف القصر الذي بدأ هيكله الخشبي ينهار وبعد بضع دقائق فر خالد من مخرج خلفي للقصر تاركا خدمه ومقاتليه للدفاع عن القصر وحدهم، وانتهت الحرب بعد اندلاعها بـ 38 دقيقة فقط، سقط فيها 500 من مقاتلي خالد بين قتيل وجريح وأصيب ضابط بريطاني بجرح وتعافي منها آنذاك، ونصبت بريطانيا حمود بن محمد الموالي لها على عرش زنجبار بعد أن وافق على طلب بريطانيا بإلغاء الرق ولم تحدث ثورات أخرى في الجزيرة حتى انتهت بريطانيا وضعها محمية عام 1963.