تعد الأسرة هي الكيان الذي يرتكز عليه المجتمع بجميع جوانبه، فعندما تكون الأسرة في سعادة واستقرار ينشأ جيل قادر على تحمل المسؤولية مما يؤدي إلى انتشار السعادة في المجتمع، على عكس إذا كانت الأسرة مفككه فتجد أبناءها لا يعرفون شيئا عن الاستقرار الأسري مما يؤدى إلى انحراف الأبناء نتيجة سلوك الآباء والأمهات الذين لا يعرفون شيئا عن السلوك القويم الصحيح، مما يؤدي إلى ضعف المجتمع و يصبح المجتمع في جهل وتخلف، وبدلا من أن يسوده الحب والتعاون يسوده الكراهية والتخلف والفقر.
كيف تكون الأسرة سعيده؟
تكون الأسرة سعيدة عندما يتناقش الآباء مع الأبناء .
عندما يصاحب الأب ابنه والأم ابنتها، فتجدهم أصدقاء يعرفون كل شئ عن بعضهم البعض ونتيجة ذلك يلجأ الأبناء إلى الآباء إذا واجهتهم أي مشكلة دون أي مخاوف أو توتر مما يؤدي إلى استقرار العائلة وانتشار الثقة وروح المحبة والتعاون بين أفزاد العائلة الواحدة. وبهذة الطريقة يصبح الآباء مطمئنين على أبناءهم دون مراقبة فلا يحتاج الأبناء إلى من يراقبهم وذلك بسبب التربية الصحيحة والأخلاق الحميدة الذين نشأوا عليها وعلى سلوك الدين القويم.
على الآباء أيضًا العدل بين أبناءهم فلا يفضلون أحد على أحد، حتى يصبح الأبناء متحابين ويخافون على بعضهم البعض، وعلى الآباء أيضا أن يحققوا العدل بين أبناءهم حتى لا يوجد مجال لأحد ليطلب حقه من أخيه، وينتشر بينهم الحب والاحترام و يكونوا قادرين على تحقيق السعادة داخل الأسرة.
ما هي مقومات الأسرة السعيدة؟
- أن يكون الآباء قادرين على تقديم النصح والإرشاد لأبناءهم في مواقفهم المختلفة.
- أن يعمل الآباء والأبناء على حل مشاكلهم بأنفسهم فلا يوجد أحد يسمح بالإفصاح لأحد عن سر المنزل ولا يوجد أحد يتناقش مع أحد خارج المنزل.
- عدم سلب أحد حق الأخر في المنزل فلابد أن يأخذ كل شخص حقه.
- لابد أن يعرف كل منهم ما عليه من واجبات والتزامات ويقومون بما يتطلب منهم فلا أحد يرمي ما عليه من واجبات على الأخر.
- لابد أن تلتزم الأسرة بالمرونة حتى تكون قادرة على تحدي الأزمات والتكيف مع الظروف الصعبة التي من الممكن أن تتعرض لها الأسرة لأننا جميعنا نواجه الظروف الصعبة وكذلك الظروف السهلة.
- أن يكون الأفراد داخل الأسرة قادرين على تحمل المسؤولية، مما يساعد ذلك على تقوية الروابط بين أفراد الأسرة وذلك عن طريق تحديد دور كل فرد من أفراد الأسرة في مواجهه المشاكل.
- أن تكون لدي الأفراد القدرة على تبادل الأدوار في ما بينهم.
- أن تكون لديهم نظره إيجابية للأمور والتركيز على الأمور الإيجابية في الظروف الصعبة والتبادل والثقة والتفاؤل في ما بينهم حتى يكونوا قادرين على مواجهه التحديات والأزمات.
- أن تركز الأسرة على الالتزام بالقيم الروحانية وذلك بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعن الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبالتالي ينتشر بين أفراد الأسرة روح المحبة والأخوة وكذلك التعاون ويخاف كل منهم على الآخر.
- الابتعاد عن الملل و ذلك لأن الملل يعد السم القاتل الذي يقتل أي علاقة بين الأفراد في المجتمع الواحد.
- يجب على الوالدين أن يعرفوا تماما أنهم مسؤولون عن أولادهم بسلوكهم وعاداتهم وتصرفاتهم وأنهم مسؤولون تماما عنهم، فالأطفال بمثابة ورقة بيضاء فعلى الآباء أن يرسموا عليها ما يريدون أبناءهم، وعلى الأم أن تهتم بأبنائها في المنزل فتهتم برعايتهم وتوجيه النصح والإرشاد لهم، ولذلك حثنا الدين الإسلامي على اختيار الزوجة ذات الدين وذلك نظرا لاتباعها تعاليم الدين الإسلامي في تربيه أبناءها.
- تربيه البنات على الحياء والعفة والطهارة والعمل على تشجيعهم بالارتقاء والامتثال بأمهات المسلمين من السيدة عائشة والسيدة فاطمه وغيرها.
- عدم الإسراف في تدليل الأطفال وذلك لأن كثرة الدلع تصبح شخصية الطفل ضعيفه ويجب الاعتدال بين التدليل والشدة والمرونة.
- عدم حدوث مشاكل بين الزوج والزوجة أمام الأطفال حتى لا يصبح الأطفال معقدين نفسيا مما يؤدي إلى حدوث الخوف والقلق لدى الأطفال.