قال أستاذ الجيولوجيا خبير المياه المصري بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أنه لو حدث وقامت أثيوبيا بمليء سد النهضة لتأخذ منه الكهرباء فقط، علي أن تقوم مصر والسودان بإدارة السد فهذا لا يكفي، بسبب أن السد سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب، مما يعرضه للانهيار، وبالتالي سيشكل ذلك طوفان أو تسونامي على السودان الشقيقة مثل الذي شهده شرق أسيا .
وجاء ذلك التصريح له خلال الجلسة الثانية من مؤتمر المجتمع المدني وبناء الوعي – تحديات اللحظة الراهنة الذي تقيمه الهيئة الإنجيلية بالتعاون مع منتدى حوار الثقافات الذي عقده امس ويستمر اليوم تحت عنوان “المواطنة وحدة المجتمع قضية سد النهضة نموذجا”.
وأضاف شراقي أن الحل يكمن بالنسبة لسد النهضة هو تخفيض سعته التخزينية وهو أمر لن يحرم اثيوبيا من تحقيق طموحها التي تسعى إليها ولا الكهرباء التي تزعم أن بناء السد شيد من أجلها.
وأكد أن الطبيعة الجيولوجية لأثيوبيا التي جعلتها مركز لزلازل والبراكين لأنها بها أكبر فالق على سطح الأرض المسمى بالأخدود الأفريقي العظيم الذي يتفرع منه فوالق عديدة خرجت منه براكين وكونت الهضبة الأثيوبية، فلابد أن يؤخذ ذلك في عين الاعتبار إذا تعرض السد للانهيار وهو انهيار هندسي.
ونبه على أن مشروع سد النهضة ليس مشروع أمان كما تدعي اثيوبيا بل هدفه سياسي بالتعاون مع السياسة الأمريكية لتحقيق مصالح بين الطرفين.
وضرب شراقي مثال عند تشيد سد Tekeze Hydro Power Dam تكزة أو تيكيزى لتوليد الطاقة الكهربائية في شمال أثيوبيا وكان سعته 9 مليارات متر مكعب حدثت فيه انزلاقات صخرية في 2017 قبل افتتاحه بعامين راح ضحيته 47 عاملا.
وتابع شراقي هذا فضلا عن تفرد الأمطار في أثيوبيا لكونها لديها 936 مليار متر مكعب اكبر من أي دولة مجاورة، فهذه الكمية من المياه وبرغم من ذلك تسقط خلال 3 أشهر (يونيو ويوليو وأغسطس) ويصل إيراد النيل الأزرق نحو مليار متر مكعب، كما أوضح أن هناك مخاطر في موسم الفيضان في أثيوبيا إذا أن كل أنهارها تفيض.
وبدورها قالت الدكتورة أماني الطويل، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن أثيوبيا هدفها الرئيسي هو تسعير المياه، وأضافت انه لن يكون هناك تدفقات مناسبة للمياه لمصر والسودان وهذا هو التحدي الكبير فعلينا جميعا كأشعب مصر بكل أطيافه أن نواجه وليس الحكومة فقط، لكن خبير الموارد المائية الدكتور شراقي كان له رأي مختلف حيث اكد انه لن يحدث تسعير للمياه حتى مع كل هذه السدود التي تمتلكها أثيوبيا فهي دولة حبيسة لا تطل على بحر، وليس لديها صحراء تذكر .
موضحا أن أثيوبيا لن تصمد طويلا وستقوم بتفريغ 74 مليار متر مكعب قبل موسم الأمطار لديها لتصل المياه إلى مصر والسودان فهي مضرة لذلك، وكمثال على ذلك السد الصيني الذي سعته 44 مليار متر مكعب والذي حدث أن الخزان امتلأ والأمطار مستمرة في ذلك الوقت ولدي هذا السد 44 بوابة ورغم من ذلك كان هناك خوف من انهياره، فما بالك “في إشارة إلى الدكتورة أماني الطويل” أن سد النهضة لا يمتلك سوى 13 بوابة فقط والخوف كل الخوف من غرق بعض المناطق في السودان. متابعا أن هذا لا يعني أن تنتهك حقوقنا المصرية والسودانية الشقيقة في مياه النيل الأزرق .
حضر الندوة لفيف من قادة الإعلام المصري، ويدير الندوة الدكتور شحاته غريب نائب رئيس جامعة أسيوط لشؤون التعليم والطلاب، وخبير الموارد المائية الأستاذ الدكتور عباس شراقي، والاستاذة الدكتورة أماني الطويل، بالإضافة إلى قادة الفكر المصري من أعضاء مجلس الشعب والشيوخ، وممثلي المجتمع المدني، ورجال الدين المسيحي والمسلم بالتعاون مع شباب الأحزاب، وسميره لوقا رئيس أول وحدة الحوار.