نتحدث اليوم عن كيفية أداء صلاة التسابيح ومعرفة وقتها وفضلها حيث تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس التي فرضها الله على عباده المسلمين، بل هي أساس الدين، فعدد الصلوات المفروضة هي خمس صلوات في اليوم والليلة، ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم استثني عدة صلوات غير صلوات الفريضة ومنها سنن الصلاة، وصلاة الشفع والوتر، وصلاة الضحى والتراويح وركعتي الخسوف، بالإضافة إلى صلاة التسابيح التي لها فضل كبير على المسلم، إذا قام بتأديتها بشكل صحيح على أكمل وجه.
كيفية صلاة التسابيح وقتها وفضلها
تُعرف صلاة التسابيح بأنها صلاة النوافل حيث تُؤدى بطريقة خاصة نظام خاص يختلف عن باقي الصلوات وتُسمى بصلاة التسابيح لأنها تعتمد على التسبيح وتكرار ذكر الحمد لله تعالى.
بلغ عدد الثناءات على الله التي يتلوها المسلمون في كل صلاة 75 تسبيحا لكل ركعة، وهناك عدة أحاديث تُحث الإنسان على صلاة التسابيح.
وقت صلاة التسابيح
الوقت المناسب للصلاة يمكن أداء الصلاة في أي وقت بخلاف الأوقات التي يحظرها الدين. ووفقا لأمر رسول الله، يمكن أن نؤديها مرة في اليوم أو في الأسبوع أو مرة في الشهر، أو مرة في السنة، أو مرة واحدة في حياة الإنسان كلها.
كيفية تأدية صلاة التسابيح
وردت بعض الأحاديث لتعليم المسلمين كيفية أداء صلاة التسابيح، وتتكون صلاة التسابيح من 4 ركعات يؤديها الفرد حيث بلغ عدد التسبيح في الصلاة ثلاثمائة مرة، وتتم الصلاة على النحو التالي: –
- الوضوء ثم التكبير والدخول في الصلاة مباشرة، ثم قراءة الفاتحة وبعض الآيات القرآنية، ثم التسبيح 15 مرة، ثم الركوع والتسبيح 15 مرة آخري، ثم القيام من الركوع والتسبيح خمسة عشر مرة.
- ثم السجود، وفي السجود، يتم التسبيح عشر مرات، وعند القيام من السجود يتم التسبيح عشر مرات، وفي السجود الثاني يتم التسبيح عشر مرات، وبذلك يكون عدد التسابيح خمسة وسبعون تسبيحة في الركعة الواحدة، ويتم تكرار بقية الركعات الأربعة على نفس النمط.
فضل صلاة التسابيح للمسلم
ورد في فضل صلاة التسابيح أنها فضيلة عظيمة، ويقال أن أولها مغفرة للذنوب، لأنها تقضي على المعصية، وتزيل الهم، وتزيل كل المصاعب. ودعاء لله لقضاء الحاجة.
كما أنها تجلب المزيد من الأعمال الصالحة، فالصلاة في الأساس أحد أنشطة العبادة لتقريب العبد إلى ربه ومساعدته. وهذه المزايا تأكيد لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: “ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وأخره، وقديمة وحديثه، وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره، وسره وعلانيه.
ماذا نقول في صلاة التسابيح
ورد عن النبي في دعاء صلاه التسابيح أنه قال للعباس بن عبد المطلب، “يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وأخره، وقديمة وحديثه، وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره، وسره وعلانيه؟
عشر خصال، أن تُصلي 4 ركعات، تقرأ في كل ركعة الفاتحة وسورة، فإذا فرغت من الركعة الأولي فقل وأنت قائم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، 15 مرة، ثم تركع فتقول وأنت راكع 10 مرات، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها 10 مرات، ثم تسجد وتقولها وأنت ساجد 10 مرات ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها 10 مرات.
ثم تسجد فتقولها 10 مرات، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها 10 مرات، فذلك 75مرة في كل ركعة، تفعل ذلك في4 ركعات، وإن استطعت أن تُصليها مرة كل يوم مرة فافعل، فإن لم تستطع فمرة كل جمعة، فإن لم تستطع فمرة كل شهر، فإن لم تستطع فمرة كل سنة، فإن لم تستطع فمرة في العمر.
ويُقال قبل التسليم “اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك”
اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملًا استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفًا منك، وحتى أخلص لك في النصيحة حبًا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور كلها، حسن ظني بك سبحان خالق النور، ثم يدعوا الله بما يحب وبما يحتاج، وبما يتيسر له من الأدعية
ما الحكم الشرعي لصلاة التسابيح؟
اختلفت الآراء حول حكم صلاة التسابيح وتأديتها حيث يرى بعض العلماء أنها أحد النوافل، مستشهدين بحديث الرسول صل الله عليه وسلم لعمه، ويرى البعض أنها من الأمور المستحبة، ولا يترتب عليها أي ضرر أو مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية.
بينما يُشير كلا من الطبراني وبن حنبل وأبي داوود والنسائي وغيرهم، أن الأحاديث الواردة في صحة صلاة التسابيح وفضلها وكيفية تأديتها أحاديث ضعيفة ولم ترد عن رسول الله، وبالتالي يتم احتسابها من ضمن النوافل التي أداها رسول الله صل الله عليه وسلم.
بينما يُشير بعض الحنابلة بجواز صلاة التسابيح، مستندين في ذلك بأن الصلاة مُباحة وتدخل ضمن الأعمال الحسنة، ويجوز العمل بالحديث الضعيف الوارد عن رسول الله حول فضلها وكيفية تأديتها.
وينكر علماء آخرون تأدية صلاه التسابيح ولا يجوز فعلها، مستندين في ذلك إلى حديث الإمام أحمد عندما سئل عن صلاة التسابيح قال “ليس فيها ركن صحيح، ونفض يده كالمنكر”، وأنه لم يراها من الأمور المستحبة في العبادات.
وأخيرا: رغم اختلاف أراء العلماء حول صلاة التسابيح ومدى مشروعيتها وفضلها، إلا أن اختلافهم يظل رحمة، ويختار كل إنسان الرأي الذي يميل له، ورغم ذلك فإن التسابيح هي صلاة يتم فيها عبادة الله وذكره ويتم فيه الدعاء إلى الله والتذلل، مما يجعلها من العبادات التي تُقرب الإنسان المسلم إلى ربه.