عوامل تشكّل الغابات الحجرية منذ آلاف السنين، حيث وهب الله الأرض طبيعة معينة تجعل منها تشكلات محددة تؤدي في النهاية لأشكال رائعة أثرية، يذهب إليها الناس من كل مكان في العالم حتى يستمتعوا بمشاهدة مناظرها الجميلة والخلابة، وهنا يكمن حديثنا عن التكوينات الجيولوجية المتعددة المدهشة التي ظهرت في الطبيعة منذ القدم، وأمثال هذه التكوينات؛
- الجسر العملاق المدهش المتكون في أيرلندا
- أو برج كاسلتون الموجود في يوتا
تعريف الغابات الحجرية في الدراسات الحديثة للعلماء الجيولوجيين
اهتم علماء الجيولوجيا منذ مدة طويلة، بمتنوع العمليات الطبيعية والعوامل الجوية التي تتشكل مثل هذه الهياكل الحجرية الجميلة، لذلك وعلى أثر هذا الاهتمام العلمي بتكونات الأرض، توجه فريق من علماء الرياضيات التطبيقية في جامعة نيويورك ليدرسوا تلك التكونات وعلى رأسها: «الغابات الحجرية» موضع حديثنا.
تنتشر بكثرة في كلاً من الصين ومدغشقر وروسيا، “على حسب ما تم نشره في موقع علمي وهو sciencealert”.
من أشهر هذه الغابات: غابة الأحجار بمقاطعة يوننان الصينية.
تظهر الغابات بشكل تكوينات صخرية لها رؤوس مدببة شبيهه بالأشجار.
أما عن التعريف العلمي الصادر من الباحثين الجيولوجينن عنها؛ أنها تنتج عن تآكل في طبقات الأرض الصخرية، وبمرور الوقت ومع تقدم التكنولوجيا الحديث توصل العلماء إلى آلية تشكلها الدقيقة التي لم تكن واضحة من قبل، حيث توصل مجموعة علماء في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية لتفسير واضح يشرح آلية تشكلها.
أهم عوامل تكون الغابات الحجرية: التعرية والذوبان
صدرت عن فريق العلماء _ الدارسين مؤخرًا لتكون الغابات _ ورقة بحثية تتضمن كل النتائج التي توصلوا لها وتم نشرها في مجلة علمية باسم: Proceedings of the National Academy of Sciences، حيث قال المؤلف المشارك مستر/ ليف ريستروف آرس، عن أن طريقة عمل فريق العلماء في مختبر الرياضيات التطبيقية من جامعة نيويورك، غير مباشرة ومهتمة جدًا بدراسة الغابات الحجرية، التي ورد عنها تقنياً أنها تمثل نوع من التضاريس المسماة “الكارستية”، فلم ينزل العلماء لأرض الواقع للقيام بالدراسة بل باتوا يستخدمون برامج المحاكاة ليستكشفوا من خلالها كافة الأشكال المثيرة للاهتمام لديهم والمؤدية لتتطور المناظر الطبيعية ونشوء تكوينات جديدة لها أكثر جمالاً مما كان في السابق، واتضح أن التعرية والذوبان هما أهم عاملي للتشكل في المناظر الطبيعية.
في مضمار هذا الشأن وتلك الدراسات الأخيرة وقال المؤلف المشارك:
تم اكتشاف لأول مرة الظواهر والنتوءات التي تكونت عن طريق الذوبان، وصلوا لهذا العامل؛ الذوبان عن طريقة تجربة صغيرة:
تركوا قطعة حلوى بداخل قاع خزان مياه وبعد مدة عادوا لها، وجدوها قد تشكلت على شكل برجٍ يشبه الإبرة _ أي له رأس مدببة.
ومن هذه التجربة توصولوا لإدراك كيفية تكون قمم الحجر واتضح أمامهم الصلة بينها وبين الغابات الحجرية، حيث كانت في السابق شديدة الغموض حول طريقة تطورها وتكونها.
استنتج مستر/ ريستروف من هذا:
أن الذوبان عامل أساسي في تولد التدفقات التي تُسبب نحت الشكل المدبب الرأس _ شكل السنبلة في هذه الغابات، بحيث تذوب المعادن بفعل الحرارة وتصير سائلة سائل ثقيل فيحدث تدفق له إلى الأسفل بفعل الجاذبية وينشأ شكل السنبلة.
وعليه أشار ريستروف وآخرون من فريق العلماء معه: لأن آلية تشكيل الغابات الحجرية هي مماثلة تمامًا للآلية السابق الحديث عنها من تجربة الحلوى، الفارق فقط هو المدة الزمنية أطول بكثير، حيث تُغمر الصخور التي لها قابلية للذوبان في الماء، هذه الصخور مثل:
- صخور الحجر الجيري
- وصخور الدولوميت
- وأيضًا صخر الجبس
تُغمر جميعها تحت الماء؛ وبمرور الزمن تذوب المعادن بالتدريج حول الصخور الذائبة في المياه، وبالتالي تغرق السوائل الأثقل إلى القاع بسحب الجاذبية لأسفل، ومن ثم تتشكل التدفقات بالتدريج البطيء مما يُسمى بطبوغرافيا كارستية، ولما يأتي وقت انحسار المياه، تظهر تلك الأعمدة المدببة مع أشكال من الغابات الحجرية.
كيف كانت الغابات الحجرية قبل ظهورها؛ وما هو سبب تسميتها؟
كانت المنطقة التي ظهرت بها هذه الغابات عبارة عن بحر ضحل جف ماؤه منذ الـ 270 مليون سنة تقريبًا، ممتليء برواسب هائلة من الحجر الرملي ويغطيه الحجر الجيري الذي تراكم عليه في هذا البحر الضحل في العصر البرمي الناشيء في الزمن الجيولوجي. ومن ثم ارتفعت هذه المنطقة بفعل عوامل جوية معينة منذ زمن بعيد، ومع التعرض للرياح وللمياه الجارية تشكلت أعمدة الحجر الجيري، وامتدت مع الوقت هذه التشكيلات وتوسعت بشكل كبير، حتى ظهرت على أنها غابة شاسعة هائلة من الحجر، ومن هنا سُميت بهذا الاسم «الغابة الحجرية».