يتساءل البعض بل واكثرنا لا يعرف السبب الحقيقي وراء قيام قائد الطيارة تخفيف أو تعتيم الأضواء عند إقلاع وهبوط الطائرات ، وربما يعتقد البعض أنه إجراء احترازي مهم للسلامة العامة دون معرفة سببه، وعلى الرغم من النظريات حسب صحيفة “إكسبريس” البريطانية التي تشير إلى ان السبب يعود إلى تقليل التلوث الضوئي البصري في الأجواء، فإن هذا ليس السبب الصحيح الذي كشف عنه باتريك سميث، الطيار ومؤلف كتاب ‘Cockpit Confidential’، حيث أوضح أن السبب في الواقع هو إجراء إحترازي في حالة الطوارئ.
تعتيم الأضواء عند إقلاع وهبوط الطائرات
السر المرعب
وفي هذا الإطار يقول سميث في كتابه موضحًا سر التعتيم للأضواء عند الإقلاع والهبوط في الطائرات : “إن تعتيم الأنوار يسمح لعينيك بالتعود المسبق على الظلام، بحيث لا تعمى عيناك فجأة إذا حدث شيء وانقطعت مصادر الطاقة، وكنت تندفع للأبواب في الظلام أو الدخان”.
وأضاف سميث أن “إضاءة مسار الطوارئ واللوحات الضوئية الإرشادية ستكون أيضًا أكثر وضوحًا.. كما أنه يسهل عليك الرؤية إلى الخارج”.
ومن جهته روهان بهاتناغار الطيار المتدرب، أوضح أن تعتيم الأنوار مقياس السلامة، وكتب حول هذا الامر قائلاً: “إنه إجراء سلامة للطائرات، لأن احتمال الاصطدام يكون مرتفعا أثناء الإقلاع والهبوط”، وأضاف مشيرًا إلى أنه “خلال أي حادث تصادم عندما تنطفئ الأنوار، تستغرق العين البشرية وقتًا للتكيف مع التعتيم التام، بحيث تكون الأضواء خافتة عاملا مساعدا على سهولة إجلاء الركاب بسرعة في حالة الطوارئ”.
وتابع بهاتناغار بالقول : “الإضاءة تكون خافتة أيضًا بحيث تظهر اللوحات الإرشادية المضاءة بالفلورسنت واضحة في الممر في حالة الطوارئ، وتكون مرئية بوضوح للركاب”.
حالتي الهبوط والإقلاع الأكثر تعرضًا لخطر
وعلى الرغم من أن رحلات الطائرات تعتبر الأكثر أمانًا بين طرق السفر، حيث كشفت الرابطة الدولية للنقل الجوي (IATA) عن أنه كان هناك حادث واحد في المتوسط لكل 2.86 مليون رحلة جوية في عام 2016، ولكن تعد الأوقات الأكثر تعرضًا لخطر، هي الإقلاع والهبوط، وهذا هو السبب في وضع العديد من احتياطات السلامة.
وأشار بن شيروود مؤلف كتاب “نادي الناجين… الأسرار والعلوم التي يمكن أن تنقذ حياتك”، إلى أن مرحلتي الإقلاع والهبوط هما الأخطر على الإطلاق في مجمل الرحلة الجوية، لذلك يتم التشديد على الركاب باتباع قاعدة عدم القيام بأي عمل يعوق الإجلاء في حالة الطوارئ مثل الاستماع إلى الموسيقى أو خلع أحذيتهم أو النوم، وبعد الإقلاع تقل نسبة التعرض لخطر أو تحطم حيث يمكن حينها للركاب الجلوس باسترخاء والاستمتاع برحلتهم.