كارلوس غصن لبناني الأصل وحامل للجنسية الفرنسية استطاع الهروب من الإقامة الجبرية المفروضة عليه من قبل السلطات اليابانية، حيث يخضع لشروط إخلاء سبيل بكفالة ومنها تسليم جواز سفره للسلطات اليابانية، بعد الإطاحة به من منصبه كمدير لتحالف ” رينو – نيسان” لصناعة السيارات، ووصل أمس إلى لبنان حسب وسائل إعلامية لبنانية ومنها تلفزيون “إم تي في”، على متن طائرة خاصة، في عملية هروب تشبه طريقة أفلام هوليوود البوليسية.
كارلوس غصن
هروب بطريقة الافام البوليسية
وذكر تلفزيون “ام تي في ” أنه تم تهريب غصن عن طريق وضعه في صندوق خشبي داخل الطائرة ثم اكمل طريقه إلى تركيا ومنها إلى لبنان مستقلًا طائرة خاصة، وتمت عملية الهروب وفق موقع ” إم تي في” بمساعدة مجموعة ” بارا العسكرية” التي دخلت إلى منزل غصن تحت اسم فرقة موسيقية لإحياء حفلة، وثم خرجت بعد فترة وهي الوقت المنطقي لانتهاء الحفلة، وكان غصن قد اختبأ في أحد الصناديق المعدة لنقل الآلات الموسيقية في غفلة من السلطات اليابانية، ثم غادر البلاد عبر مطار محلي.
أول تعليق لـ كارلوس غصن بعد الهروب
وأصدر غصن بيانًا قال فيه كأول تعليق له بعد الهروب: “لم أفر من العدالة، لقد فررت من الظلم والاضطهاد السياسي”، وأضاف: أنه “لم يعد رهينة لنظام قضائي ياباني مزور حيث يتم افتراض الذنب”، وتابع بالقول: بإمكانه “أخيرًا التواصل بحرية مع وسائل الإعلام”.
لا يمكن تسليم غصن لليابان
وقال مقرب من غصن أنه وصل لبنان الإثنين دون الإيضاح كيف تم ذلك، على الرغم من خضوعه لقيود صارمة على تنقلاته بموجب بأوامر قضائية، وبحسب وزارة العدل اليابانية لا يوجد بين لبنان واليابان معاهدة تسليم المجرمين مما يجعل من غير المرجح تسليمه لطوكيو لمحاكته.
التهم الموجهة لـ غصن
ويُذكر أن كارلوس غصن تم إلقاء القبض عليه في الـ19 من نوفمبر 2018 فور هبوط طائرته الخاصة في مطار طوكيو، بعد إقالة نيسان غصن من منصبه كمدير تنفيذي لها، بناء على تحقيقاتها الداخلية التي كشفت عن مخالفات، من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به، ونفى غصن كافة التهم الموجهة له وطالب محاموه بإسقاطها جميعها، متهمين ممثلي الادعاء بـ “التواطؤ مع مسؤولين حكوميين ومع تنفيذيين في نيسان للإطاحة به من أجل منع أي استحواذ على الشركة من الشريك الفرنسي في التحالف رينو، التي كان غصن يرأس مجلس إدارتها أيضا”.
وبقي غصن رهن التوقيف فترة طويلة إلى حين الإفراج عنه حديثًا تحت قيود مشددة تجبره على البقاء في اليابان وعدم مغادرتها.
ذهول ياباني من عملية الهروب
واعرب محامي غصن الياباني عن ذهوله لدى علمه بوجود موكله في لبنان، وأكد عدم إجرائه أي اتصال مع غصن أو تلق اتصال منه منذ رحيله من اليابان بظروف غامضة، وقال للصحفيين: “إنها مفاجأة تامة. إنني مذهول”، وأنه علم “من التلفزيون” أن موكله الرئيس السابق لتحالف “رينو- نيسان” خرج من اليابان، حيث كان يواجه أربع تهم تتعلق بمخالفات مالية، وأضاف إن “هيئة الدفاع اليابانية عن غصن لديها جوازات سفره الفرنسي والبرازيلي واللبناني، بموجب بنود الإفراج عنه بكفالة، بحسب وكالة ” فرانس برس”.
أول تعليق للسلطات اللبنانية
ومن جهتها وزارة العدل اللبنانية من خلال مصدر فيها الذي صرح أنه ” لا توجد اتفاقية لاسترداد المتهمين بين لبنان واليابان” أما الخارجية اللبنانية أكد مصدر فيها أن الجانب اللبناني لم يتلق أي مراسلة أو طلب من اليابان حتى الآن حول غصن”.
وأوضح وزير العدل السابق والخبير القانوني إبراهيم النجار أنه لا يمكن تسليم المواطنين بموجب القوانين اللبنانية وبالتالي لا يمكن تسليم غصن إلى اليابان إذا طالبت بذلك، وأضاف في حالة تحريك الانتربول أمر ملاحقته قائلًا: “في تلك الحالة، يُعمم اسمه على المرافق والحدود، لكن لا يحق للإنتربول أن يأخذه بالقوة أو يفرض قراره على لبنان”.