منذ أيام قليلة كانت المنوفية على موعد مع يوم اتشحت فيه بالسواد بعد وفاة عقيدي شرطة بشكل مفاجئ في توقيت واحد ومن بلد واحدة ودفعة واحدة وخرجت جنازتهما من مسجد واحد، وهما العقيد بقوات الأمن المركزي في قويسنا “رامي رياض”، والعقيد شريف رضا سويلم مفتش الأمن العام بمحافظة المنوفية.
وبعدهما بأيام لا تتعدى أصابع اليد الواحدة توفي ضابطان آخران شقيقان في بنها على الطريق الحر، وكانت وفاتهما أليمة نظراً للحادث الذي تعرضا له، وعلى الفور تم نقل جثمانهما إلى المستشفى وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيقات.
وقالت مديرية أمن القليوبية في بيان لها بأن الضابطين شقيقين وكانا يسيران بسيارتهما على الطريق إلا أنها تعطلت بشكل مفاجئ، فنزلا لإصلاحها، وهنا جاءت سيارة مسرعة انفجر إطارها ولم يقدر سائقها على التحكم بها فأطاحت بهما فماتا في الحال، وتم القبض على صاحب السيارة المتسببة في الحادث.
وكانا الضابطين الشهيدين بإذن الله من أوائل دفعتهم في الكيلية الحربية، وهما النقيب مهندس أحمد شكري وملازم أول طيار محمد شكري، وهما من قرية الجبالية التي تتبع مركز طنطا غربية، والمؤلم في الواقعة أن أم الضابطين كانت برفقتهما ولما انفجر إطار سيارتهما نزلا لتغيره، وبقيت الأم في السيارة، وأمام عينيها وفي لحظة تأتي سيارة مسرعة فتنهي حياتهما على الفور وتسقط الأم مغشياً عليها من هول الموقف.
وكانت جنازة الضابطين أحمد ومحمد جنازة مهيبة، حيث خرجت القرية بأكملها والقرى المجاورة عن بكرة أبيها مشيعين جثامين اثنين من أكفأ ضباط دفعتهما، وجلست الأم على قبر ولديها وهي تبكيهما وتردد يا رب صبرني لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله” وظلت تدعو لهما حتى بلت دموعها الثرى، فرحمة الله عليهما وعلى جميع الشهداء وأموات المسلمين في كل مكان.