بدأت الواقعة المأساوية، بتلقي اللواء محمد الألفي، نائب مدير مباحث الجيزة إشارة من شرطة النجدة باستقبال مستشفى أبوالريش بوصول رضيعين فيهما آثار ضرب بالجسم، ليوجه بانتقال قوة من قسم شرطة بولاق الدكرور للوقوف على ملابسات الأمر، فتم على الفور عمل التحريات والتحقيقات اللازمة تحت إشراف النقيب أحمد مندور معاون المباحث لمعرفة وكشف اللغز.
وبمناقشته للأم كشفت عن المستور بعدما أصابها حالة من الارتباك التي بدت عليها وتلعثمها في الرد على بعض الأسئلة حتى أقرت بالحقيقة كاملة: “أنا ماليش دعوة يا بيه.. أحمد هو اللي ضربهم علشان كانوا بيعيطوا”.. لتبدأ معها سرد قصة مأساوية تخلت فيها عن مشاعر الأمومة من أجل نزواتها وشهواتها.
وجاءت قصتها بحسب الوطن:
“يا دكتور طمني في أمل يعيشوا”.. سؤال طرحته أم تتملكها مشاعر الخوف على رضيعيها بعد نقلهما إلى المستشفى في حالة سيئة، ليبادر الطبيب بسؤالها عن سبب الكدمات المتفرقة في الجسم، لتتلعثم في الرد حتى أثارت شكوك “ملاك الرحمة” الذي كان سببًا في كشف جرائم متنوعة اقترفتها السيدة التي لم تكمل عقدها الثاني بعد.
في السابعة عشرة من عمرها، أُجبرت “نعمة” على الزواج من شخص يكبرها بأعوام عدة بمركز بني مزار بمحافظة المنيا وسط ترحيب الأهل بالعريس الذي حظي بدعم الأبوين، وتعهد بالحفاظ عليها وتكوين أسرة قوامها التفاهم والحب وأنه سيبذل قصارى الجهد لضمان سير قطار الزوجية دون توقف مهما كانت العقبات.
لم تر العروس يوما سعيدا منذ عقد قرانها، مشاعر الكره كانت جلية في تعاملاتها مع زوجها، تمنت وجود سبيل للخلاص من تلك الزيجة، تلك الأمنية التي تحققت عام 2017 عندما ألقت قوات الشرطة القبض على الزوج، وزج به خلف القضبان؛ إثر اتهامه في إحدى القضايا.
أفكار مختلفة دارت في ذهن “نعمة”، المكوث بمفردها في عش الزوجية أم البحث عن حياة جديدة بعيدًا عن تحكم أسرتها، واستقرت على ترك مسقط رأسها مستنجدة بصديق زوجها المحبوس “أحمد. و.ا”، سائق، لتوفير مسكن لها بمنطقة صفط اللبن التابعة لحي بولاق الدكرور في محافظة الجيزة.
ذات يوم شعرت الزوجة بحالة إعياء شديدة في بطنها، توجهت إلى أقرب وحدة صحية حيث أتى الطبيب بما لا تشتهيه “نعمة” بعدما أخبرها بحملها في توأم وسط حالة من الذهول، لكن صديق زوجها طمأنها بأنه لن يتخل عنها، الوعد الذي أوفى به حتى ولادة الرضيعين “محمد” و”عاطف” إذ عمل على تلبية احتياجات الثلاثة.
بمرور الأيام وتعدد المواقف توطدت علاقة “نعمة” و”أحمد” الذي كان يتردد عليها لقضاء حاجتها حتى تحولت العلاقة بينهما إلى عاطفية تخللتها لقاءات مُحرمة وانتهى الأمر بزواجهما عرفيا رغم عدم طلاقها من زوجها الأول.
كبر التوأمان وبلغا 6 أشهر من العمر، تعددت خلالها ممارسات والدتهما غير السوية بينما يشبع السائق نزواته الدنيئة تحت ستار الزواج العرفي -رغم علمه بأنها تجمع بين زوجين- فكان العشيقان يستغلان صغرهما في اللقاء دون خوف أو حذر وذلك على مدار عام.
في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، حضر “أحمد” إلى مسكن “نعمة” بالحي الشعبي المكتظ بالسكان، دلف الاثنان إلى غرفة النوم لتكرار ما اعتادا عليه في لقاءاتهما غير الشرعية لكن بكاء التوأم أثار غضب السائق الذي طالبها بإسكاتهما لكن دون جدوى فما كان منه إلا أن اعتدى عليهما بالضرب دون شفقة أو رحمة حتى أغشي عليهما وظنا وفاتهما.
“هنعمل إيه دلوقتي؟”.. سؤال طرحته والدة التوأم بحثًا عن الخطوة التالية فجاء الجواب سريعًا: “إحنا نروح بيهم المستشفى ونقول إنهم وقعوا على الأرض أو حادثة توك توك” الفكرة التي لاقت قبولًا لدى الأم، وتوجها إلى أقرب مستشفى وانهمرت “نعمة” بالبكاء بدعوى حزنها على رضيعيها قبل أن يُطمئنها الطبيب المعالج بأنهما على قيد الحياة لكن الكشف الطبي أثار شكوكه، وأبلغ نقطة الشرطة المتواجدة بالمستشفى؛ مرجحًا وجود شبهة جنائية في الإصابات الظاهرية بجسم الصغيرين.