منذ تخرجه في معهد خدمة اجتماعية، تحمل مسعود صلاح الذي يبلغ من العمر 26 عامًا مسؤولية الإنفاق على نفسه والمساهمة في الإنفاق على أسرته، فبجانب عمله أخصائيًا اجتماعيا في مدرسة تخاطب، اشترك في “جمعية” مع جيرانه اشترى بها “توك توك” يعمل عليه بعد العودة من المدرسة.. لكنه لم يتوقع أن يكتب هذا التوك توك نهايته.
فلم المعلم الراحل إلى تهديدات ثلاثة مسلحين بقتله إذا لم يتخلّ عن “التوك توك” الذي اشتراه لزيادة دخله، وبعد مشادات بينهم قيدوه وذبحوه ثم ألقوا جثته بجوار إحدى مدارس منطقة النهضة، ولاذوا بالفرار، قبل أن يُبلغ الأهالي قسم شرطة السلام ثان، وعلى الفور انتقلت قيادات المباحث إلى مكان الحادث، وكشفت المعاينة عن آثار ضربات على رأس المجني عليه، وآثار بيده تشير إلى تمسكه بالتوكتوك لمنع المتهمين من سرقته، حتى ذبحه أحدهم وألقاه خارجه، وفروا هاربين.
شقيق المجني عليه يكشف التفاصيل
.”كان راجل البيت”، يصف أحمد صلاح، شقيقه المجني عليه، قائلًا إنه كان يساعد والدته في الإنفاق على المنزل، ويوميًا يخرج إلى المدرسة ثم يعود للمنزل لتناول الغداء وبعدها يخرج للعمل على التوك توك في منطقة سكنهم بالنهضة.
تجاهل “مسعود” تحذيرات أسرته، وأصر على العمل على التوكتوك بعد الانتهاء من عمله الصباحي، “بلاش يا مسعود تشتغل على التوكتوك المنطقة كلها لبش”، وراح يقنعهم بعدم الخوف عليه وتركه يعمل سائقًا كي يوفر مصاريف تجهيز شقته كي يتزوج بها، يروي شقيقه لمصراوي.
الثلاثاء قبل الماضي (يوم الواقعة)؛ خرج مسعود من منزله في الحادية عشرة صباحًا- إجازة نصف العام وقتها- بعد تناوله الإفطار مع والدته وإخوته متجهًا إلى أحد المقاهي القريبة لتناول “كوب الشاي” المعتاد، وقبيل مغادرته دفع ثمنه على غير عادته بالدفع مساء كل يوم، مبررًا “محدش ضامن عمره.. ومحبش أموت مديون”، حسب رواية صديقه خالد فهمي، إمام مسجد.
قاد مسعود التوكتوك بحثًا عن زبونه الأول حتى استوقفه ثلاثة أشخاص، وطلبوا توصيلهم لأحد الأماكن بجوار مدرسة “نفرتاري” بالنهضة، وبعد عدة ساعات عثر على جثته مذبوحًا وملقى على ظهره بجوار المدرسة، حسب شهود عيان على الواقعة.