لم يكن يعلم “إبراهيم” صباح الـ 10 سنوات، بأنه سيرحل عن الحياة بطريقة مؤلمة، كما كانت حياته كذلك مؤلمة، بعدما عاش أيام صعبة مع والدته وعشيقها، قبل أن يسقط جثة هامدة على يد “العشيق”، ولكن الأم التي تجردت من كل مشاعرها وإنسانيتها قد تسترت على عشيقها وأخفت الجريمة، مؤكدة بأن “طفلها” قد مات في حادث سير عادي، وذلك من أجل أن تحاول إبعاد التهمة عن عشيقها.
وبحسب ما أكدته التحريات الرسمية، فإن القضية التي كشف تفاصيل أحد جيران الأسرة، ليؤكد بأن والد الطفل مسجون على ذمة قضايا شيكات، وبعد سجن الأب، ذهب الأم بطفلها بعيدًا من أجل العيش بمفردها، وقد عرضت عليها أسرتها العودة أكثر من مرة، ولكنها كانت ترفض بشكل مستمر ذلك.
وأكمل أحد جيران الأسرة تصريحاته قائلًا:
«بعد كده طفشت من القرية حتى علمت أسرة الزوج أن الأم تزوجت عرفيًا من شخص يدعى محمد النن، مسجل خطر وتاجر مخدرات، وأقامت معه وأطفالها، حيث عاش الأطفال الصغار بين يدى ذلك الذئب البشري، حيث كانوا يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب من قبل «النن»، ما بين الجوع والحرمان من الأكل، وحلق الشعر والحرق بالأماكن الحساسة».
«بعد فترة قصيرة علم أهل القرية بوفاة «إبراهيم»، حيث ادعت والدته أنه توفى إثر حادث بدراجة نارية، وحينما ذهبت أسرة والد الطفل للأم لدى عشيقها لأخذ الجثة لدفنها، علموا بالصدفة أن الطفل متوفى منذ ١٠ أيام، لكن الله أراد فضح جريمتهما، حيث شهد أهل القرية بأن الطفل قد عُذب وقُتل على يد عشيق والدته، وقامت الأم بالتستر عليه وإخفاء الحقيقة».
وكانت التحريات قد أشارت بأن الفعل الذي عوقب بسببه الطفل حتى الموت، كان هو حصول على قطعة خبز من أجل سد جوعه، ولكن المتهم قد قام بتقييده بسبب هذا التصرف وعلقه بإحدى الأشجار، وبعدها دخل الطفل في نوبات بكاء، ولكن المتهم لا يعيره أي إهتمام حتى رحل عن عالممنا وهو لسه في أولى سنوات الطفولة.
وبحسب ما أكدته التقارير الأمنية، فإنه قد تم إلقاء القبض على المتهم وعلى الأم، وقد بدأت التحقيقات معه خلال الأيام الماضية.