أعلن النائب العام السعودي أمس أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي أظهرت وفاته، وذلك على إثر “المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي معه مما أدى إلى وفاته”، وفقا لما نقلته وكالة “واس” السعودية الرسمية عن سعود بن عبد الله المعجب، النائب العام في المملكة، الأمر الذي أثار العديد من ردود الفعل الدولية بين مؤيد ومشكك بالرواية السعودية بشأن سبب وفاة خاشقجي.
ردود فعل أمريكية متناقضة
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول رد فعل له اعتبر أن الرواية السعودية عن وفاة خاشقجي جديرة بالثقة، واكّد على أن الإعلان عن مقتل خاشقجي ” خطوة أولى جيدة ” في القضية، في الوقت الذي كان فيه لعدد من المشرعين الأمريكيين ” الكونغرس” موقفا مناقضا، حيث عبّروا عن تشككهم في تفسير المدعي العام السعودي، فكتب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الحليف الوثيق للرئيس ترامب، على حسابه في موقع تويتر: “القول بأنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة حول السيد خاشقجي هو قول غير كاف”.
وأضاف غراهام: “في البداية قيل لنا إن خاشقجي يفترض أنه ترك القنصلية وغادرها. وكان هناك إنكار شامل لأي تورط سعودي. والآن يزعمون أن معركة نشبت وقتل في القنصلية، وكل ذلك دون علم ولي العهد”، وانتهى للقول: “من الصعب العثور على منطق في هذا (التفسير) الأخير واعتباره ذات مصداقية”.
ومن جهته السناتور الديمقراطي الأمريكي ريتشارد بلومنتال صرح لـ CNN بالقول: إن التفسير السعودي “يتحدى بشكل مطلق المصداقية”، ودعا إلى إجراء تحقيق دولي في وفاة خاشقجي، في حين وصف السناتور الديمقراطي كريس فان هولن الإعلان السعودي بأنه “تستر”، وقال: “يبدو أن السعوديين يشترون الوقت ويحاولون شراء الغطاء. لكن هذا الإجراء يثير المزيد من الأسئلة أكثر مما يقدم أجوبة. وليس هناك من سبيل لانتظار العالم لمدة 30 يوما لتنفيذ تحقيق سعودي”، وأضاف قائلا: “يجب ألا تكون الولايات المتحدة متواطئة في هذا التستر. نتطلع إلى ما ستقوله وكالات الاستخبارات لدينا”.
ردود فعل أوروبية
ومن جهتها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن عدم قبولها للرواية السعودية حول مقتل خاشقجي واعتبرت التفسيرات السعودية للحادثة غير كافية وقالت في بيان خاص مشترك مع وزير خارجيتها هايكو ماس اليوم السبت: “إننا ندين هذه الجريمة بأشد العبارات”، وأضاف البيان: “نتوقع من السعودية شفافية في ما يخص الكشف عن ملابسات عملية القتل هذه ودوافعها”.
كما ودعا رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تيجاني، اليوم السبت في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” إلى الشروع على نحو عاجل بتحقيق دولي في مقتل خاشقجي وقال مغردًا: “ينبغي الشروع بشكل عاجل في إجراء تحقيق دولي دقيق لفحص الأدلة وتوضيح الملابسات المتعلقة بوفاة جمال خاشقجي”.
فيما أعربت الحكومة الإسبانية في بيان صدر عنها اليوم أنها “محبطة”، وجددت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى إجراء تحقيق شفاف ومفصّل في القضية وملاحقة المسؤولين عن ذلك.
دول عربية أيدت السعودية
وأعربت دول عربية دعمها للمملكة العربية السعودية في الإجراءات التي اتخذتها في قضية مقتل جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، فأثنت كلا من مصر والبحرين والإمارات عقب الإعلان عن مقتل خاشقجي، على الإجراءات القضائية التي اتخذتها الرياض خلال التحقيق بالقضية، ودور الملك سلمان فيها.
وكانت الخارجية المصرية أصدرت بيانا أثنت فيه على الإجراءات السعودية ووصفتها بأنها “شجاعة وحاسمة”، وشددت على أنها تقطع الطريق على أي محاولة لتسييس القضية بغرض استهداف المملكة.
ومن جهته وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، أعرب عن بالغ تقديره لما أولاه العاهل السعودي من “اهتمام كبير وحرص بالغ على تحري الحقيقة في هذا القضية”، وقال: إن المملكة السعودية كانت ولا تزال دولة المؤسسات التي تقوم على العدل والإنصاف.. وتؤكد الإجراءات والقرارات الملكية مجددا هذه القيم والمبادئ الراسخة بما يكفل تطبيق القانون والعدالة”.
أما مملكة البحرين فقد أشادت بما أولاه العاهل السعودي من اهتمام كبير في سبيل “إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية” في قضية خاشقجي، وقالت: أن “السعودية كانت وستظل “دولة العدالة والقيم والمبادئ التي تكفل تطبيق القانون على الجميع دون استثناء”، مشددة على أن السعودية “بما لها من مكانة إقليمية ودولية عالية ومقومات كبيرة وإسهامات نبيلة ستظل أساس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.