تصدر خبر اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية خلال الساعات القليلة الماضية، في الوقت الذي مازال الغموض يكتنف مصير خاشقجي، وغزا خبر الاغتيال مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع “تويتر”، حيث تراوحت التغريدات بين النعي والتنديد والتشكيك، وبعضها انصب جام غضبها على عملية الاغتيال التي لم تتوضح خيوطها بعد ولاسيما أنها بُنيت على أنباء نقلتها وكالة رويتر عن مصادر أمنية تركية مجهولة أو لم تعلن عن أسمها، وما أن نُشر الخبر حتى بدأ التسابق بين وسائل الإعلام في نشر أخبار قصيرة طنانة ومثيرة عن اختفاء خاشقجي في محاولة لجلب متابعين لأكبر عدد ممكن في قضية لا تكرر كل يوم.
الخبر الذي أثار ضجّة
وكانت رويترز نشرت خبرا عاجلا نقلا عن مصدرين أمنيين تركيين لم تسمهما مفاده: أن “التقديرات الأولية للشرطة التركية حول قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، تقول إنه قتل في عملية مدبرة داخل قنصلية بلاده بإسطنبول”، حتى تتلقفه وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وينتشر كانتشار النار في الهشيم وكثرت السيناريوهات والتحاليل، ولكن الحقيقة ما زالت غامضة حتى اللحظة، حتى يُعلن عن نتائج التحقيقات رسميا،
ومع انتشار الخبر تسارعت الأحداث وتعددت التصريحات، فأنقرة أعلنت فتح تحقيق رسمي بشأن اختفاء جمال خاشقجي، وبذات الوقت ربط الأمن التركي وصول 15 مسؤول سعودي إلى القنصلية السعودية في اسطنبول باختفاء خاشقجي، وهي بدورها ( القنصلية ) سارعت لفتح أبوابها أما الصحفيين لإثيات عدم وجود خاشقجي داخل مبنى القنصلية.
روايات متضاربة
وبين تأكيد ونفي تضاربت الروايات التركية والسعودية بشأن مكان وجود خاشقجي الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، فالجانب السعودي أصدر بيانا عن طريق قنصليته في إسطنبول، قال فيه إنه “يتابع ما ورد في وسائل الإعلام عن اختفاء الصحفي والكاتب السعودي المشهور جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية”، ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، أكدت القنصلية بأنها تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية لكشف ملابسات اختفاء خاشقجي.
وفي وقت سابق أعلنت الرئاسة التركية أن خاشقجي، لا يزال داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، منذ دخوله القنصلية يوم الثلاثاء 2 أكتوبر، وقد تكون تصريحات خطيبة خاشقجي أنها اتصلت بالشرطة عندما لم يخرج خطيبها مرة أخرى، وقالت: بأنها “لا تعلم ما يحدث ولا تعلم ما إذا كان بالداخل أم أخذوه إلى مكان آخر”، ترجّح كفة الرواية التركية، إضافة إلى ما نقلته “رويترز” عن أصدقاء مقربين من خاشقجي قولهم إنه اختفى بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء الماضي، ووفقا لرويترز أفاد أحد أصدقاء جمال خاشقجي أنه لم يخرج من القنصلية لأكثر من 7 ساعات ونصف الساعة بعدما دخلها لاتمام معاملة.