عقدت مصر صفقة مع المملكة العربية السعودية ستسمح مصر بموجبها باستخدام مساحات من الأراضي في جنوب سيناء في مشروع “نيوم” الذي أعلنته المملكة في أكتوبر الماضي، ويشكل الاتفاق جزءا من صندوق استثمار مشترك بقيمة 10 مليارات دولار وقعته الدولتان خلال زيارة قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقاهرة هذا الاسبوع، وفقا لمسؤول سعودي.
ويذكر إن مساحة الأرض الملتزم بها تزيد على 000 1 كيلومتر مربع، ومن المقرر أن يركز مشروع نيوم في المملكة العربية السعودية على الصناعات بما في ذلك المياه والطاقة والغذاء ووسائل الإعلام والتصنيع المتقدم والتكنولوجيا الحيوية والترفيه، وهي تشكل جزءا من استراتيجية النمو في رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر البلاد بعيدا عن اعتمادها على النفط.
وسيعمل المشروع على طول ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة، وسوف تمتد حدوده عبر الحدود المصرية والأردنية، مما يجعلها أول منطقة اقتصادية خاصة تمتد إلى ثلاثة بلدان، ويخطط مشروع نيوم لاعتماد أحدث التقنيات بما في ذلك القيادة الآلية وطائرات بدون طيار واستخدام الروبوتات وتطوير طرق جديدة لزراعة وتجهيز الأغذية.
ومن المتوقع أن يجتذب المشروع أكثر من 500 مليار دولار من الاستثمارات من الحكومة السعودية، وصندوق الاستثمار العام السعودي، والمستثمرين الدوليين، ومن المتوقع أيضا أن تصل مساهمة نيوم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 100 مليار دولار.
وكجزء من المشروع المشترك بين مصر والسعودية، ستقوم المملكة العربية السعودية ببناء سبع مدن ومشاريع سياحية، في حين ستركز مصر على تطوير المنتجعات القائمة في شرم الشيخ والغردقة.
ويشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل مع كلا من مصر والأردن على جذب المزيد من شركات الرحلات السياحية والسياحة الأوروبية النشطة في البحر الأبيض المتوسط للعمل في البحر الأحمر أيضا، وقال مسؤول أن المملكة تتفاوض حاليا مع اكثر من سبعة شركات ذات صلة بالسياحة.
كما وقعت مصر والسعودية اتفاقية خلال زيارة ولي العهد لحماية البيئة البحرية والحفاظ على الشعاب المرجانية والشواطئ في منطقة البحر الأحمر.
وكانت السعودية أعلنت في اغسطس الماضي عن إقامة 50 منتجعا فاخرا على الجزر وغيرها من المواقع على البحر الأحمر بدعم من صندوق الاستثمار السعودي، ومن المتوقع أن يبدأ بناء هذا المشروع في عام 2019 وأن يكتمل في عام 2022، وفقا لتقارير وكالات الأنباء الحكومية.
وكان ولي العهد قد وصل إلى القاهرة يوم الأحد حيث اجتمع مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي لبحث التعاون المستقبلى فى معالجة الإرهاب وانعدام الأمن الإقليمى وكذا تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
كما التقى ولي العهد السعودي البابا تواضروس الثاني في أول زيارة من هذا القبيل قام بها مسؤول سعودي في المقر الروحي للطائفة المسيحية الأرثوذكسية في البلاد، كما التقى بأعلى مسؤول إسلامي في مصر أحمد الطيب، وشاهد أداء مسرحيا ” سلم نفسك” في دار أوبرا القاهرة.
ومن المقرر أن يصل الأمير محمد إلى بريطانيا يوم الأربعاء للاجتماع مع مسئولى الحكومة البريطانية.