بأعين دامعة صرّح الوزير البالغ من العمر 49 عاما هالبي زيلسترا، وزير الخارجية الهولندي يوم الثلاثاء 13-2-2018 قائلا: ” لقد اخترت خيارًا خاطئًا، لم يكن ينبغي علي أن أفعل ذلك، لا أرى أي خيار آخر اليوم غير تقديم استقالتي إلى جلالة الملك”، وبالفعل تقدم باستقالته بعد أن اعترف بجلسة علنية عن قصة اجتماعه مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين في منتجع صيفي قبل سنوات ونقل إثرها عن الرئيس الروسي كلاما خطيرا، كانت مجرد كذبة.
وقال زيلسترا في جلسة لمجلس النواب الهولندي حضرها رئيس الوزراء مارك روته: أن “هذا أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتي على الإطلاق”، وتابع قائلا: أن ” مصداقية وزير خارجية البلاد يجب أن تكون بعيدة عن الشكوك، داخل وخارج البلاد” ، وتأتي هذه الإستقالة عشية مفاوضات كانت مقررة اليوم الأربعاء مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، غير أن وزارة الخارجية الروسية قد أُبلغت من الجانب الهولندي رسميا عن إلغاء الزيارة.
ما قصة الكذبة التي اضطرت الوزير للاستقالة
أقر الوزير زيلسترا بكذبه بشأن حضوره اجتماعا قبل 12 عاما في منزل بوتين في منتجعه الريفي بضواحي موسكو، بعام 2006 وأنه حضر الاجتماع أيضا، المدير التنفيذي السابق لشركة شل “غيروين فان دير فير”، وقال ذلك في مقابلة مع صحيفة ” فولكس كرانت” أن قصة حضوره ذلك الاجتماع لم تكن صحيحة على الإطلاق ومختلفة تماما عما حصل.
وأشار زيلسترا إلى أنه لجأ إلى الكذب: ” من أجل حماية المشاركين الحقيقيين في الاجتماع المذكور، والذين نقلوا قول بوتين بأنه يعتبر روسيا البيضاء وأوكرانيا ودول البلطيق وأجزاء من كازاخستان قسمًا من “روسيا العظمى”.
وقد ذكر الوزير تلك الرواية وهو يزعم أنه سمعها شخصيًا وبشكل مباشر من بوتين، مرات عديدة منذ عام 2014، الأمر الذي دعا أحزاب المعارضة في هولندا للمطالبة بعرض مناقشة أمر الكذبة أمام البرلمان وبحضور رئيس الحكومة ومشاركته في المناقشة وهو ما حدث بالفعل بالأمس.
القصة الحقيقية لأحداث المنتجع
بعد مقابلة الوزير زيلسترا مع الصحيفة فولكس كرانت، أخبر المدير السابق لشركة “شل” النفطية لأيروين فان دير فير، الصحيفة معترفا بأنه بعد عودته من اجتماع ببوتين كان قد دعاه لقضاء أوقات ممتعة في منتجعه الصيفي “داتشا”، أخبر زيلسترا بأمر الاجتماع وما قاله الرئيس بوتين وعلى وجه الخصوص ما تعلق بحديث الأخير عن روسيا العظمى وما تضمّه من دول، والذي بات زيلسترا يردده بمناسبة وبغير مناسبة،
وأكد فير للصحيفة قائلا: أنه “لم يقل أي شيء للوزير زيلسترا، من شأنه أن يسمح له بتفسير كلماته عن بوتين “بمعنى عدواني”.