بدأ التفكير في تقنية زراعة الأسنان عام 1950 كبديل للأسنان المعطوبة أو المفقودة، بعد إكتشاف البروفيسور السويدي “بير إنغفار برانيمارك” وجود تقارب بين التيتانيوم والعظام الحية، ما دفعه للقيام بتجارب تمكنه من صناعة غرسات معدنية من مادة التيتانيوم لتثبيتها في عظم الفك وتثبيت تاج السن عليها فيما بعد .
وفي منتصف عام 1980 كشف البروفيسور “برانيمارك” عن نتائج عمله وتجاربه، التي أجريت على الحيوانات ثم على البشر، لتبدأ شركة “بوفورس نوبلفارما” عام 1981 التسويق التجاري الرسمي للزرعات المعدنية المصممة من التيتانيوم في السويد، وتطورت زراعة الأسنان بفضل تجارب وبحوث الأطباء المتخصصين في مجال طب الأسنان، والتي مكنتهم من زرع أسنان اصطناعية بشكل فوري بعدما كانت تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر .
تتم عملية زراعة الأسنان بعد استشارة طبيب مختص في هذا المجال للتأكد من الحالة الصحية للشخص، ثم إجراء عملية جراحية لإحداث ثقوب لإدخال الزرعات المعدنية فيها تحت التخدير الموضعي، تليها عملية تثبيت الأسنان الخزفية على الجذور المعدنية التي تم زرعها على عظم الفك .
أنواع زراعة الاسنان
هناك نوعين من زراعة الأسنان الأول هي الطريقة التقليدية التي يقوم فيها الطبيب بفحص عظام الفك للتأكد من وجود كمية كافية من العظام به تسمح بتثبيت زرعات التيتانيوم، وفي حال وجود نقص بها يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية ترقيع العظام بإستخدام عظام حقيقية أو استخدام هرمون محفز لنمو العظام، والتي عادة ما تأخذ وقت من شهرين إلى ستة أشهر حسب كل حالة .
أما النوع الثاني والذي يعتبر من أحدث وأسرع أنواع زراعة الأسنان، قد تصل مدتها إلى نصف ساعة اذا كان عظم الفك لا يتطلب تقوية، وفي حال ترقيع وتقوية عظام الفك تتم عملية الزرع خلال فترة قد تصل إلى ثلاثة أيام، تليها مرحلة اندماج الجذر المغروس مع انسجة الفك والعظم لمدة ما بين شهرين إلى 3 أشهر بالنسبة للفك الأسفل ونحو ثلاثة إلى 4 أشهر بالنسبة للفك العلوي، وتكتمل العملية بتركيب الأسنان على الزرعات خلال أسبوع للفكين .
وإذا كانت عظام الفكين في حالة جيدة ولا تتطلب تقوية سمكها، يمكن أن تتم عملية ثتبيت الزرعات المعدنية وتركيب الجزء العلوي في خلال أسبوع أو أسبوعين، وبشكل عام تمر عملية زراعة الأسنان بألم طفيف يمكن التغلب عليه بالأقراص المسكنة العادية .
أضرار زراعة الاسنان
تسبب زراعة الأسنان في بعض الحالات مضاعفات كتورم الفك نتيجة زراعة الكثير من الأسنان في آن واحد أو زراعتها بشكل خاطئ، إلا أن مجال طب الأسنان شهد تقدما كبيرا خلال السنوات الماضية، ليتمكن باحثون ومختصون في صناعة الجذور المعدنية الخاصة بزراعة الأسنان من تطوير هذه التقنية لاختراع غرسات سنية من مواد متوافقة عضويا مع جسم الإنسان، ومن آخر هذه الابتكارات استخدام مادة “البورون” في طلاء الجذور السنية المستخدمة في زراعة الأسنان، التي تتميز بمضادة الميكروبات والحد من الأكسدة ووتوافقها مع أنسجة العظام.
وأكد الأطباء المختصون في زراعة الأسنان عدم وجود أي مضاعفات صحية لهذا النوع من العمليات، خصوصا بعد اللجوء لاستخدام البراغي المعدنية الحديثة .