تحركات مريبة تتم على الحدود الشرقية السودانية مع أريتريا بدأت بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واعلان الطرفان السوداني والتركي إعطاء جزيرة سواكن لتركيا لإقامة قاعدة عسكرية عليها، كان بمثابة النقطة التي بدأ منها إشعال الموقف في تلك المنطقة، خاصة مع العلاقة التركية القطرية الجيدة وفي ذات الوقت المتوترة مع الرباعي المقاطع لدولة قطر.
بعد انتهاء زيارة أردوغان للسودان والإعلان الرسمي عن صفقة سواكن اتجه الرئيس الأريتري أسياس أفورقي لأبو ظبي، وتزامن مع تلك الزيارة تواجد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خاصة أن جزيرة سواكن بالقرب من الحدود المصرية كما أن الرئيس الأريتري تربطه علاقة قوية بأبو ظبي والرياض، خاصة بعد موافقته على استضافة طائرات التحالف العربي في قاعدة “عصب” في أريتريا والمستخدمة في شن الهجمات على الحوثيين في اليمن، بعد فشل دول التحالف في الإتفاق مع جيبوتي على إنشاء قاعدة عسكرية هناك.
بعد تلك الزيارة أرسل الرئيس السوداني رسالة لنظيره الأريتري مع نائبه ولكن الصحف السودانية أكدت في ذلك الوقت أن الزيارة أسبابها ونتائجها مبهمة، و لم يتم الإعلان عنها أمس نشر الجانب السوداني عن تواجد قوات مصرية في أريتريا بمعدات وأسلحة حديثة، مما دفع الجانب السوداني هو الآخر لتحريك قواته برغم من نفي السودان تلك الأخبار التي تحدثت عن تواجد مصري عسكري في تلك المنطقة.
كل ما سبق دفع الخبراء للتأكيد على أن هناك عدة احتمالات لهذا التوتر متعلق بجزيرة سواكن، والتواجد التركي، وسد النهضة وقد يكون هناك إعداد لضربه من خلال أريتريا، كذلك قد يسعى الجانب المصري بمساعدة حليفيه السعودية والإمارات إلى إحداث توتر في المنطقة لصالحه العام، والتهديد الدائم من خلال الضغط على الجانبين السوداني والأثيوبي ومساعدة حركات المقاومة في البلدين بغرض تهديدهما للتنازل بشأن سد النهضة.
ومما لا شك فيه أن هناك توتر في تلك المنطقة في الوقت الحالي وأن كل ما سبق قد يكون أحده هو سبب ذلك التوتر، وإن لم يكن كله، وأيضاً يعلم الجميع أن الجانب المصري هو أحد أطراف تلك المعادلة وذلك التوتر الموجود لحماية مصالحه الحدودية والإستراتيجية، بالتواجد التركي في المنطقة وكذلك سد النهضة، وأن الجانب السوداني يدرك ذلك جيداً وهو ما دفعه لإستدعاء سفيره من القاهرة.