يملأ الشعر أغلب جسم الثدييات، وبالطبع الإنسان، لكن يتم توزيعه فى جسم الإنسان بكميات ونسب مختلفة، فعلى سبيل المثال نجد الشعر يملأ أعلى الرأس تماماً، ويختفى أو يقل تواجده فى مناطق أخرى، وقد يتسائل البعض منا، ويتبادر فى ذهنه سؤالاً هاماً؛ ألا وهو ما هى أسباب، وفوائد وجود الشعر فى جسم الإنسان، لاسيما الشعر الزائد، وفى هذا المقال سنتكلم عن فوائد شعر الإنسان بصفة عامة، ثم فوائد الشعر الزائد بصفة خاصة.
أولاً: فائدة شعر الرأس:
يقوم الشعر بأعلى الرأس بالعمل على حماية رأس الإنسان من عوامل الطبيعية؛ كالبرودة الشديدة، حيث يحتفظ شعر الإنسان بالحرارة بين خصلات الشعر من خلال تقليل الحرارة المفقودة خلال أوقات البرودة، كما يعمل على الحماية من درجات الحرارة المرتفعة، حيث يحمى شعر الإنسان الرأس من أشعة الشمس الفوق بنفسجية الضارة.
ثانياً: فوائد الشعر بباقى أجزاء الجسم:
يقوم الشعر الموجود بالأنحاء المختلفة من جسم الإنسان؛ بحماية الجسم من البكتيريا، والميكروبات الضارة إلى حد ما، وهو ما يظهر جلياً فى شعر الحاجبين، وشعر الرموش، واللذان يقوما بحماية العين من دخول العرق المصحوب بالأملاح والأتربة إليها، وكذلك حماية العين من أى ذرات متطايرة.
كما يُعد وجود الشعر فى مناطق معينة أحد علامات الجمال، حيث يفضل العديد من الرجال؛ المرأة صاحبة الشعر الطويل، وقد يبرز الشعر علامات على الوصول لمرحلة البلوغ مثل ظهور شهر للإبط، وللعانة، والذى يختلف فى الشكل والتوزيع من الرجل إلى المرأة، وبالأخص شعر العانة، ويستطيع الأطباء من خلاله معرفة الحالة الصحية لأى شخص؛ حيث أن سقوط الشعر يُعد أحد الدلالات على وجود إضطراب فى الغدة الدرقية، أو الأنيميا.
هذا ويُعد الشعر مصفى طبيعى للسموم بالجسم؛ حيث بتحليل الشعر تبين أنه يحتوى على بعض العناصر الثقيلة كالزئبق، والرصاص، واللذان يعملان على طرد السموم من جسم الإنسان عند التسمم.
ومن ضمن الفوائد الهامة لبعض الأنواع من الشعر، والتى تسمى خلايا الشعر الحسية؛ أنها منظمة للإتزان، وهى مثل خلايا الشعر الموجودة بالأذن، والتى تعمل على ترجمة حالة ووضع جسم الإنسان لإشارات كميائية؛ أثناء الحركة، أو الجلوس والوقوف؛ ثم تقوم بنقلها عبر عصب الإتزان فى المخ، ومن ثم يعمل المخ على إعطاء الأمر لعضلات الجسم بالإنقباض، أو الإنبساط على حسب حالة الحركة، وبالتالى لا يفقد الإنسان توازنه أثناء الحركة.
ثالثاً: فوائد الشعر الزائد “شعر العانة”:
بعد عدد من الأبحاث، الإكتشافات للعلم الحديث؛ تبين أن هناك العديد من الفوائد للشعر الموجود حول منطقة الأعضاء التناسلية، فهذا النوع من الشعر يعمل على الحفاظ على صحة الجلد فى تلك المنطقة، كما أنه مساعد هام على نمو الأوعية الدموية عند حدوث إستثارة جنسية، ويعمل كحامى طبيعى لمنطقة الفرج من أى ضرر خارجى مباشر.
ولا يعنى هذا ألا نقوم بإزالته، فيجب الإهتمام بالنظافة الشخصية، ويتطلب إزالته بالطرق التى المذكورة فى ديننا الإسلامى الحنيف، فلا يأمرنا الله ولا ينهانا عن شئ ما إلا وفيه مصلحة لنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس من الفطرة، الاستحداد، والختان وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر" (حديث متفق عليه).
ومعنى كلمة الإستحداد فى الحديث السابق؛ هو حلق شعر العانة، وذلك للحفاظ على صحة الجلد فى تلك المنطقة، حيث إذا تكاثر الشعر فى تلك المنطقة قد يؤدى لحدوث العديد من الإلتهابات الضارة بالجلد، ويجب أن لا يُترك الشعر فى تلك المناطق ليتكاثر أكثر من 40 يوم كما قال رسولنا الكريم.
أما عند إزالة الشعر بالليزر فهو يقضى على جذور الشعر، ولا يعاود الخروج مرة أخرى، وبالتالى يحرم المرء من الفوائد السابقة، فهل بعد معرفتك لفوائد الشعر الزائد فى جسم الإنسان؛ ستفكر فى إستخدام الليزر لإزالته؟.