مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية وبعد دخولها يومها الحادي عشر، ومع توسع العقوبات الغربية على روسيا، إلا أن أوروبا لا زالت تبحث عن بديل للغاز والنفط الروسي، حيث تعتبر إمدادات الغاز الروسي لأوروبا من أخطر القضايا المعقدة، حيث تستورد أوروبا 40% من النفط والغاز الروسي، وعلى رأس المستوردين ألمانيا، ويرجع سبب الاعتماد الأوربي على الغاز الروسي إلى رغبة أوروبا في التخلص من محطات الطاقة النووي ليحل محلها الغاز.
مصادر أوروبا من الغاز
حيث أن أوروبا تستورد الغاز من روسيا بنسبة 40%، وتستورد الغاز المسال عبر ناقلات خاصة من الجزائر وقطر بنسبة 8% لكل منهما، في حين توفر النرويج 24%، من احتياجات أوروبا والباقي يأتي من خلال بعض الدول الأوربية وأستراليا والخليج، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية والتي زادت صادرتها من الغاز المسال إلى أوروبا خلال الأشهر الماضية، وعلى الرغم من ذلك إلى أن أوروبا لا زالت لا تستطيع التخلي عن الغاز الروسي.
بدائل أوروبا للغاز الروسي
ومع استمرار الصراع الروسي الأوكراني، قد يبدأ الغرب في إعادة النظر في فكرة التخلص من مفاعلات الطاقة النووية، فإذا تم إيقاف الغاز الروسي عن أوروبا، فقد تضطر أوروبا للعودة إلى الطاقة النووية، علما بأن أكثر محطات الطاقة النووية الأوربية قد وصلت إلى نهاية دورة حياتها، وإعادة بنائها مكلف جدا، مما قد يدفعها إلى إعادة تنشيط محطات الفحم، مما يؤثر بشكل كبير على المناخ، حيث يعتبر الفحم أكبر مصدر لارتفاع درجة الحرارة العالمية، كما أن أوروبا تمتلك أطنانا من الفحم مما يجعله حلا مناسبا على المدى القصير.
كما أن ما تشهده أسواق النفط من قفزات كبيرة في الأسعار خلال الأيام الماضية، حيث وصل خام البرنت إلى 118.11 دولار للبرميل، مع توقعات باستمرار الارتفاع في حالة عدم التوصل إلى حل للأزمة الروسية الأوكرانية.
لذلك تسعى ألمانيا إلى تنويع مصادر الطاقة لديها من خلال إنشاء محطات تسييل، بالإضافة إلى التوسع في استخدام الطاقة المتجددة من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتوجه أيضا إلى الوقود النظيف الهيدروجين، والذي قد يلعب دورا كبير في مجال الطاقة الأوربية.