لعلها قضية هي الأغرب في مصر، ليس بسبب طبيعتها، وإنما لأن المتهم فيها طفل لم يتجاوز من العمر 4 سنوات، والإدعاء الموجه ضد الطفل هو فعل التحرش، وكان القاضي عندما دخل الطفل قاعة المحكمة بصحبة والده سامح مدكور، قد همّ للتنويه بعدم اصطحاب الأطفال إلى قاعة المحكمة، ليفاجئ بأن الطفل هو المتهم في القضية وعليه أن يثبت في محضر الجلسة أنه حضر بنفسه.
أثارت الواقعة جدلا سخرية واسعين في مصر خلال الأيام الماضية، وتعود تفاصيلها إلى يوم 7 ديسمبر الماضي، حين تقدم والد الطفلة ” م.م.ش” ببلاغ إلى مركز شرطة حوش عيسى، يتهم فيه الطفل محمد سامح (4 سنوات)، بالتعدي بالضرب على زميلته بالحضانة أثناء لهوهما في فنائها، وطالب باتخاذ الإجراءات القانوينة بحق الطفل الذي تم إحالته بالفعل إلى محكمة الجنح، في حين يقول العاملون في الحضانة أن السبب الحقيقي لبلاغ والد الطفلة هو تقبيل الطفل لابنته.
السخرية من القضية التي رافقتها منذ بدايتها لم تقتصر فقط في إحالة الطفل إلى المحكمة، وإنما تناولت مركز الشرطة الذي حرر المحضر بالواقعة، ثم النيابة العامة التي هي أيضا أرسلت فريق محققين إلى منزل الطفل وكتابة تقرير قبل أن تقرر إحالة الطفل للمحاكمة أمام القضاء في محكمة الجنح، التي عقدت يوم الخميس جلسة، وحجزتها للحكم إلى يوم 30 مايو الجاري.
من جهته والد الطفل المتهم أشار إلى أن فريق من النيابة العامة حضرت المنزل وحققت في القضية وأعدّت تقريرا ذكرت فيه أن الطفل كان يلهو، وقال في تصريح صحفي : أن “والد الطفلة أصرَّ على التقاضي رغم أنه وافق في البداية على عقد جلسة عرفية استمرت لخمس ساعات يتحدثون فيها بوجود وسيط عائلي لحل الأزمة دون جدوى”، وأضاف قائلا : أن “السبب الحقيقي وراء المحضر هو أن طفله قبّل الطفلة أثناء لهوهما في فناء الحضانة”.