عندما تختلف الشخصيات والنماذج في حياتنا، وعندما تختلف معها درجة العاطفة، فإننا نقف مكتوفي الأيدي في ذهول، أمام ردود أفعال متباينة لبعض الأشخاص، في مواقف تحتاج إلى تضحية، ولكننا نكتشف في النهاية أن هناك من يضحي وهناك من يتصرف بأنانية، تدفعه أحيانا إلى التعامل بلا رحمة مع الآخرين، حتى وإن كانوا أبنائه، حيث أننا نقف اليوم أمام نموذجين، الأول لأم بلا قلب أحرقت ابنتها بماء النار، والأخرى لأم دخلت على ابنتها النيران المشتعلة لكي تنقذها، ولكن مشيئة الله أرادت أن يلتهمها الحريق هي وابنتها لتكون نموذجا للتضحية والفداء.
أرادت الانتقام من زوجها فأحرقت ابنتها بماء النار
وقع طلاق بين زوجين من منطقة امبابة بعد 13 عام من الخلافات بينهما، ولكن هذه المدة أسفرت عن وجود طفلين، والكثير من المشاكل والقضايا بين الطرفين، وكان من بينها الدعوى التي رفعها الزوج أمام محكمة الأسرة بامبابة، لكي يستطيع أن يرى أبنائه، لأن زوجته كانت ترفض لقائه بهما، وبالفعل حصل على حكم رؤية، ولكن عناد الزوجة المستمر وقسوة قلبها، دفعها إلى سكب ماء النار على ابنتها الصغيرة، لتصاب بحروق بالوجه والرقبة والصدر، حتى تمنعها من الذهاب لوالدها وتمنعه هو أيضا من رؤيتهم.
دخلت على ابنتها النار لتنقذها فتفحمت معها
حريق بمنطقة المرج التهم شقة بالطابق الأول بعقار سكني، والتهم معه أحلام الأسرة الصغيرة، ولكنه ترك نموذج فريد من نوعه في التضحية ورقة القلب، من الأم التي قامت بالدخول على ابنتها لكي تنقذها من الحريق، متخطية ألسنة اللهب المشتعلة، وكلها أمل بأن تخرج بطفلتها ذات الـ 5 أعوام إلى الدنيا مرة أخرى، ولكن إرادة الله نافذة، بأن يجمعها هي ونجلتها في جنانه، بينما استطاع الأب أن ينقذ الابن بعد أن ألقاه من شرفة الشقة، ليصاب بحروق في أنحاء متفرقة من جسده بعد إنقاذه لابنه.