خلال الأشهر القليلة الماضية، كان ولآزال ولي العهد السعودي، الأمير الشاب «محمد بن سلمان»، متصدر أخبار الصحف العالمية، خاصة بعد الزلزال الذي أطلقه في الرابع من نوفمبر المنصرم، باعتقال وتوقيف عدد من الأمراء وجال الأعمال البارزين بالمملكة، على خلفية اتهامات بالفساد.
فقد قامت صحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية، بإعداد تقرير عن الأمير محمد بن سلمان، قالت فيه، أن الأمير الشاب يُعاني من أزمة نفسية صاحبته منذ الصغر، والتي أثرت في شخصيته بشكل كبير جعلته يجمع بين الاعتدال والقمع معاً.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ذلك الشرخ النفسي في شخصية بن سلمان، كان السبب الرئيسي فيه، هو النظرة المتعالية التي كان إخوته غير الأشقاء دائماً ما ينظرون بها إليه، مما جعله يجتهد في تغيير ذلك بكافة الطرق.
وفي ذلك السياق فقد قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن من بين هؤلاء الأمراء الذين يتميزون بالتعالي عن بن سلمان؛ “رائد الفضاء سلطان بن سلمان، والأمير عبد العزيز بن سلمان الذي شغل منصب نائب وزير وزارة البترول، بالإضافة إلى أمير منطقة المدينة المنورة، فيصل بن سلمان”.
وأكدت الصحيفة، إلى أن بن سلمان، عمد إلى التخفي في ظل والده الملك سلمان، حتى أصبح الحاكم الفعلي للمملكة، وأشارت إلى أن بن سلمان تظهر عليه علامات الاعتدال في شخصيته، والتي ظهرت جلياً في سماحه للمرأة السعودية بالكثير من الحقوق التي لم تكن تحصل عليها من ذي قبل، وأهمها السماح لها بقيادة السيارة، والسماح بافتتاح دور العرض السينمائي.
في الوقت ذاته، قالت الصحيفة إلى أن بن سلمان تظهر في شخصيته الحاكم القمعي، إذ يُبدي استبداداً وعناداً في أسلوب حكمه، والذي يظهر جلياً في تعاطيه مع أزمة الأمراء المحتجزين بفندق ريتز كارلتون بالرياض، وكذلك لفتت إلى أن له دور بارز في الصراع الدائر في اليمن مع جماعة الحوثي.
وفي السياق ذاته، فقد نقلت الصحيفة عن ستيفان لاكروا، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس، قوله:
“محمد بن سلمان كان الابن المفضل لوالده، حيث لازمه لسنوات طويلة، ورافقه في كل الاجتماعات”، مضيفاً أن “الطفل المدلل تعلم كثيراً من خلال مراقبة والده الذي جعل من العاصمة مدينة عملاقة”.
وأضاف لاكروا، “النظام السياسي السعودي استند على حكم السلالة المالكة، ولعبة معقدة بين فصائل مختلفة تنحدر من نسل أبناء العاهل المؤسس للسعودية الحديثة، التي تتقاسم فيما بينها قيادة الدولة ككل”، لافتاً إلى أن بن سلمان “يعمل على حماية نفسه من تفجّر الوضع حوله عندما يغيب والده عنه”.
واستطرد: “لذلك يعمل (بن سلمان) على إعادة تنظيم الدولة والمجتمع بما يتماشى مع طموحه في اعتلاء الحكم”.
كما أكدت الصحيفة إلى أن بن سلمان، “أحدث ثورة في نظام الحكم بالمملكة، الذي يمتد إلى 85 سنة، وغير النظام الملكي السعودي إلى نظام “أوتوقراطي” -على حد وصفها-، يكون فيه الحكم للفرد الواحد وليس للعائلة كلها”.