قد تكون القصة من نسج الخيال ولكنها حقيقة، يروي مهند أحد أقرباء الشاب العراقي أسامة بن لادن حسين ذو 16 ربيعا، الذي وُلد مباشرة عقب سقوط برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001، وكان وقتها رئيسا للعراق صدام حسين، الذي جعل من أسامة بن لادن بطلا شجاعا، ولم يكن بالحسبان أنه سيكون إرهابيا.
وكان والد الشاب أسامة بن لادن قد أطلق عليه عند ولادته هذا الاسم المركب تيمنا بابن لادن، ولم يكن يعلم بأن هذا الاسم سيكون نقمة على حسين الذي تُرك مع اسمه، وبدأ الشاب يواجه الصعوبات منذ طفولته، فبعد الغزو الأمريكي للعراق 2003، تعرض منزل عائلته لعدة مداهمات لمعلومات ترد للقوات الأمريكية عن وجود أسامة بن لادن في المنزل، كما تعرض شقيقه للطرد من قوات الشرطة العراقية بسبب اسمه.
منذ ذلك الوقت بقي حبيس المنزل في منطقة الأعظمية ذات الأغلبية السنية، خوفا من المضايقات و درءا للمشاكل، واضطر الشاب فيما بعد لتأمين لقمة عيشه، أن يعمل بائعا للشاي على الطريق، إلى أن أجرت معه إحدى القنوات المحلية لقاء صحفيا، وبمجرد أن وصل التقرير الذي بثته القناة، إلى وزير الداخلية قاسم الأعرجي، حتى استقبله في منزله وأصدر قرارا بتغيير اسمه على وجه السرعة .
يقول الصحفي أحمد الحاج، الذي أجرى اللقاء مع الشاب حسين ” أسامة بن لادن”: أن عائلة الشاب، كانت ترتجف، حينما اتصل مكتب الوزير، وطلب مقابلتهم”، وأضاف : “عندما رآه الوزير، ضحك معه ومازحه، وأهداه هاتفًا خليويًا، وسأله ما الاسم الذي تختار، فأجابه: لا أعرف، واختار له الوزير اسم أحمد”.
صدرت الأوامر من الوزير إلى مدير مكتبه بإصدار وثائق جديدة للشاب ، وبناء على موافقة الوزير تلقى حسين اتصالا هاتفيا بداية الأسبوع لإخباره بإمكانية استلام أوراقه باسمه الجديد يوم الأحد المقبل، وبحسب أقوال قريبه مهند أصبحت لدى ” أسامة بن لادن” الشجاعة للخروج من منطقته والعمل، حيث حصل على وظيفة في محل لبيع المواد الاحتياطية قبل أسبوع.
لكن حظه العاثر لم يدع الشاب أسامة الذي كان هذا الاسم نقمة عليه، أن يفرح باسمه الجديد، يقول مهند: ” “طلب منه صاحب المتجر، الأربعاء، إنزال بعض المواد من السطح، ولدى نزوله انزلقت رجله، فحاول التمسك بشيء كي لا يقع، فكان سلك كهربائي عال، صعقه وأودى بحياته”، وهو الذي كان يُفترض به أن يتسلم يوم الأحد القادم أوراقه الثبوتية التي تحمل أسمه الجديد أحمد لكن حلمه تلاشى قبل أربعة أيام من الموعد.