بعد أن فقدت 5 من عائلتها في الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بقرية بئر العبد بشمال سيناء، خرجت السيدة «أم عبد الرحمن»، البالغة من العمر 60 عاماً بعد احتجازها عدة أيام في العناية المركزة بمستشفى الإسماعيلية.
وفي لقاء مع “المصري اليوم”، وبصوت خالجه الألم والحزن، وجهت «أم عبد الرحمن» رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة على دعم أهالي سيناء له، وطالبت بأن تتحدث معه ولكن دون وسطاء، مشددةً على أنها مثل باقي أهالي سيناء لن تترك سيناء أبداً.
وتابعت بصوت يملؤوه مشاعر القهر والمرارة:
«عايزين نتكلم معاك يا ريس من غير ما تدخل بينا حد، إحنا بنحبك وبنأيدك، بس إحنا غلابة وغلابة قوي، ما بقاش لينا بعد الله غيرك، سيناء اتدمرت، مبقاش فيها شغل لولادنا اللي فضلوا من الحادثة في القرية، إحنا ولادك وعايشين تحت حمايتك، تعالى يا ريس وشوف ناس جديدة، واسمعنا ونسمعك».
وأردفت أثناء عرضها للجريمة الإرهابية:
«خسرت 5 من عائلتي لن يعودوا، بيتي يبعد عن المسجد 7 كيلو، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من شقيقتي، تصرخ وتكبر (يا الله يا الله)، توقعت تعرضهم لحادث وعايزاني أبعت الإسعاف، جريت مسرعة نحو مدخل القرية وعرفت وأنا بجري إن في هجوم على المسجد، شوفت المصلين بقوا أموات».
واستطردت: «ابن أختي رغم إصابته شاف أخوه بيموت، جرّه من جلبابه لخارج المسجد، حاول ينقذه، لكنه مات، الحريم عيب عندنا تدخل الجامع، أمه أخدته في حضنها، وجيت مع المصاب الإسماعيلية وسبتها في العريش مع اللي ماتوا، وإحنا في الطريق للإسماعيلية، اتسهلت كل حاجة التحويل للمستشفى العام وفتح كوبري السلام والمعديات، في تسهيلات بالمرور».
وأضافت: «عمري ما شوفت زي الموقف ده، عربيات الإسعاف بقت تفضي وترجع تعبي مصابين وميتين تاني، ادعولنا ربنا يصبرنا ويحمينا، الحريم عندنا ما بتعرفش تتصرف، كنا معتمدين على رجالتنا، إحنا من الصامدين وهنموت في أرضنا المكتوب مكتوب، ولآخر لحظة لن نترك الأرض، الأرض عندنا يعني العِرض واللي يفرط في عرضه ما يبقاش شريف».
وكان مسجد الروضة بقرية بئر العبد بالعريش، قد تعرض لهجوم إرهابي من قبل مسلحين الجمعة الماضية أثناء صلاة الجمعة، مما أدى إلى استشهاد 305 وإصابة 128 آخرين من أبناء شمال سيناء، في عملية وصفتها الصحف العالمية أنها الأكثر دموية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.