يروى الشيخ الشاب محمد عبد الفتاح رزيق “26 عام”، تفاصيل مجزرة مسجد الروضة التي وقعت بالأمس في شمال سيناء ببئر العبد، فبعد أن اعتلى المنبر لإلقاء خطبة الجمعة على المصلين قاموا مجموعة من الإرهابيون المسلحون باقتحام المسجد وإطلاق وابل من الرصاص الكثيف بشكل عشوائي على كل من بالمسجد، ليسقط رزيق من على منبره وتتساقط فوق جثث الشهداء، حتى كتب له الخروج من المسجد بملابس ملطخة بدماء الأبرياء في مشهد لن يستطيع نسيانه.
ففي عام 2015 تم تعيين “رزيق” بمديرية أوقاف شمال سيناء بمسجد الروضة، ورغم المسافة الكبيرة بين جزيرة سعود بمركز الحسينية في محافظة الشرقية والمسجد بشمال سيناء إلا أنه لم يرفض، ويقول رزيق:”ويدوب قلت المقدمة، وفى أول كلمات من الخطبة سمعت صوت انفجار ووقعت بعد ما الناس جريت عليا وفى كل الأماكن”، وبالطبع أصيبت قدم الشيخ الشاب فلم يستطع النهوض لتدهشه الأقدام، وتابع:”كل اللي شفته حركات الناس وهيا بتجري واللي حاول ينط من الشباك، لكن مميزتش المسلحين ولا شفتهم، بقيت سامع صوت ضرب النار من برة علينا، والصراخ بتاع الأطفال، والناس اللى كانت بتكبر، ومبقتش عارف دول الناس اللى بتقتل ولا اللى بتتقل”.
وأضاف أن إطلاق النار استمر لأكثر من ربع ساعة، وأن عدد المصلين كان حوالي 500 شخص قائلا:”لإن ده الجامع الكبير اللى فى القرية، والناس بتحب تصلى فيه، وكمان الكلام بتاع إنهم بيعملوا حضرة فيه مش مظبوط، الحضرة دى بتتعمل بعيد عن المسجد ومش يوم الجمعة كمان”، وأن أول شخص افتكره عند وقوع تلك الحادثة ابنه يوسف:”كان كل تفكيرى أشوفه بس وأحضنه”.
وتسائل رزيق:”ده ايه علاقته بدين ربنا؟؟، حسبي الله ونعم الوكيل”، ويكمل أن بعد أن توقف ضرب النار دخل الأهالي إلى المسجد وأخرجوه وقاموا بتوصيله إلى قريته بالشرقية، قائلا:”رحت لطبيب عملي أشعة وعرفت إني عندى كدمات بس، واتجهت لمستشفى الحسينية بعدها عشان أعمل تقرير وأكمل كشف لإني مش مطمن، وهعمل محضر كمان”.