أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا يوم الثلاثاء يتضمن إنشاء هيئة حكومية رفيعة المستوى، تحت مسمى الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، منوط بها مسؤولية الدفاع عن المملكة في العالم الإفتراضي، الذي يقوم على الأجهزة التقنية والشبكة العنكبوتية.
تعريف الأمن السيبراني
يمكن اختصار تعريف “الأمن السيبراني” بالتالي : “هو عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية، التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير المصرح به، وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الإلكترونية، ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها؛ وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيبراني”.
وما أن أُعلن عن الأمر الملكي بإنشاء هيئة الأمن السيبراني حتى انطلقت احتفالات السعوديون وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأحاديث عن الهيئة الحكومية الجديدة وعن مهامها ووظائفها، وما ستحققه من الأمن الإلكتروني للمملكة، التي تعتبر مستهدفة بشكل رئيسي للهجمات الإلكترونية العالمية
مهام وأهداف هيئة الأمن السيبراني
وخلال فترة قصيرة من إعلان إنشاء الهيئة الحكومية الجديدة انتشر وسم على موقع “تويتر” الشهير في السعودية “#الهيئة_الوطنية_للأمن_السيبراني” الذي جذب السعوديين المهتمين بالتقنية والمتخصصين المحترفين بها، إضافة للمؤسسات والشركات بمختلف أنواعها الباحثة عن سبل الحفاظ على أمنها الإلكتروني لأعمالها.
ووفي غضون ذلك توالت ردود الأفعال المشيدة بهذه الخطوة الكبيرة للعاهل السعودي، ففي تعليق للمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني عبر عدة تغريدات على موقع تويتر قائلا: “اهتمام متواصل من القيادة -حفظها الله- بالأمن الإلكتروني، ومن أمثلة ذلك الاهتمام: الأمر الملكي الكريم بإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، كما يتضح ذلك باختيار وزير الدولة المخضرم الصديق والأخ الأكبر معالي د. مساعد العيبان لرئاسة المجلس، ويعاونه كوكبة من رجال الدولة الكبار بالمجلس”.
وأضاف القحطاني “ولا شك أن وجود هيئة حكومية للأمن السيبراني، وعلى هذا المستوى الرفيع من التمثيل من رجالات الدولة، يدل على أننا مقبلون على مرحلة جديدة، ونقلة نوعية، وبالختام أتقدم لنفسي ولكم بخالص التبريكات على هذا القرار التاريخي، وفّق الله رجل الدولة وتوأم النجاح معالي د. مساعد لتحقيق تطلعات القيادة”.
وقام آخرون بالتعريف عن الهيئة وأبرز مهامها فقال المهندس السعودي، أنور العنزي، بنشر معلومات عن الهجمات الإلكترونية، والخسائر التي يتكبدها الأفراد والشركات جراء تلك الهجمات، وعمليات الاحتيال الإلكتروني في العالم، وأهمية التصدي لها .
وأما الدكتور ناقل العتيبي فقد اختار أن يغرد على موقع تويتر بشرح معنى الأمن السيبراني فقال : ” السيبراني أو السايبر هو مفهوم حديث يشمل كل ما يتعلق بالاتصالات وشبكات الحاسب، والإنترنت (يشمل كل شيء)”
والجدير بالذكر أن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وفقا للأمر الملكي الصادر بإنشائها، تتبع وترتبط مباشرة بالعاهل السعودي، وتهدف إلى: ” تعزيز حماية الشبكات، وأنظمة تقنية المعلومات، وأنظمة التقنيات التشغيلية ومكوناتها من أجهزة وبرمجيات، وما تقدمه من خدمات، وما تحويه من بيانات”.
وتأتي هذه الخطوة الجديدة بعد تعرض المملكة لعدة هجمات إلكترونية خلال السنوات الأخيرة وكان لبعض هذه الهجمات آثار كارثية كبيرة لبعض الجهات الحكومية والوزارات ففي تقارير رسمية صادرة عن المركز الوطني لتقنية أمن المعلومات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية السعودية جاء فيها: “تعرضت المملكة لـ 60 مليون هجوم إلكتروني خلال عام 2015 أي بمعدل 164 ألف هجوم إلكتروني يوميا، ينجح بعضها في تعطيل الأنظمة الداخلية لبعض الجهات الحكومية والوزارات”.