أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء الموافق 24-10-2017 مشروع ” نيوم” ضمن نطاق رؤية 2030 للمملكة، وفي سبيل التركيز على قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف الحضارة الإنسانية.
وقال ولي العهد محمد بن سلمان: “منطقة (نيوم) ستركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات”
وأضاف محمد بن سلمان قائلا: أن “هدف المشروع تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي، وكل ذلك سيؤدي إلى إيجاد فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة”.
وأكمل ولي العهد قائلا: “المشروع سيعمل على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية، كما سيتم دعمه بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من قبل المملكة، وصندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين”.
منطقة مشروع نيوم وخصائصها
يقام مشروع نيوم في شمال غرب المملكة، بمنطقة تتمتع بموقع استراتيجي هام ، حيث تشكل نقطة التقاء للمنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا، ويقع مشروع نيوم على مساحة مقدارها 26.500 كيلو متر مربع، محاطة منظفات الشرق بجبال ذات ارتفاع نحو 2500 متر، مما يجعل طقس المنطقة معتدلا، إضافة إلى أن الرياح والشمس في المنطقة سوف تساهم في الإعتماد الكلي على الطاقة البديلة.
ويمتاز مشروع نيوم في إقامته في منطقة تجعله على إطلالة مباشرة على ساحل البحر الأحمر الذي يعتبر الشريان الإقتصادي الهام باعتباره تمر عبره نحو 10% منظفات حركة التجارة العالمية، إضافة لموقعه كمحور ارتباط للقارات الثلاثة ” آسيا وأوروبا وأفريقيا”.
ويمتاز موقع مشروع نيوم أيضا، بأنه يمكن الوصول إليه نحو 70% من سكان العالم بحد أقصى خلال 8 ساعات، وسيكون الموقع المدخل الرئيسي لجسر الملك سلمان الذي سيربط قارتي آسيا وأفريقيا، مما يجعله موقعا ذو اهمية إقتصادية كبيرة.
ومن أهم ما يميز مشروع نيوم أنه سوف يقوم في أجزاء منه على مناطق داخل الحدود المصرية والأردنية، ليكون أول موقع يمتد بين 3 دول.
الدعم وتمويل مشروع نيوم وميزاته
وأما التمويل لمشروع نيوم فسيكون بالدرجة الأولى معتمدا على الإقتصادي السعودي بشكل رئيسي، وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة الذي تم تحويله في الآونة الأخيرة إلى صندوق عالمي وبإمكانيات استثمارية هائلة لاستقطاب المستثمرين وكبرى الشركات منظفات أنحاء العالم.
مشروع نيوم باعتباره سيكون نقطة التقاء وربط للمحاور الإقتصادية، مما يمنحه خاصية جذب رؤوس الاموال والغستثمارات العالمية وهذا بدوره سيزيد ويرفع من عوائد الصندوق على المدى الطويل مما سيعزز اقتصاد المملكة، وتحقيق ارباح كبيرة للمستثمرين، بالإضافة إلى أن مشروع نيوم سيحول دون تسرب رؤوس الاموال إلى خارج المملكة، وصولا إلى انبوبة يكون أحد اهم العواصم الإقتصادية والعلمية العالمية.
كما وأهم ما يميز المشروع المرونة العالية في القوانين والأنظمة والتشريعات التي ستطبق على المستثمرين، حيث انها مستقلة عن انظمة المملكة إلا ما تعلق بها بالسيادة، مما يتيح لهم الإبتكار التقني والمجتمعي.
ويمتاز مشروع نيوم أيضا وفقا لولي العهد محمد بن سلمان بأنه سيقام على أرض خام ومن الصفر مما يميزه عن بقية المناطق التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين، وقال ولي العهد: “سنغتنم هذه الفرصة لبناء طريقة جديدة للحياة بإمكانيات اقتصادية جبارة”.
التقنيات والمزايا المستقبلية لتطوير منطقة نيوم
تتمثل التقنيات المستقبلية لتطوير منطقة مشروع نيوم في بعض المزايا الفريدة منها :
“وتشمل التقنيات المستقبلية لتطوير منطقة “نيوم” مزايا فريدة، يتمثل بعضها في: حلول التنقل الذكية بدءًا من القيادة الذاتية وحتى الطائرات ذاتية القيادة، الأساليب الحديثة للزراعة وإنتاج الغذاء، الرعاية الصحية التي تركز على الإنسان وتحيط به من أجل رفاهيته، الشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة أو ما يُسمى بـ”الهواء الرقمي”، التعليم المجاني المستمر على الإنترنت بأعلى المعايير العالمية، الخدمات الحكومية الرقمية المتكاملة التي تتيح كافة الخدمات للجميع بمجرد اللمس، معايير جديدة لكود البناء من أجل منازل خالية من الكربون، وتصميم إبداعي ومبتكر لمنطقة “نيوم” تحفز على المشي واستخدام الدراجة الهوائية وتعززها مصادر الطاقة المتجددة. وكل ذلك سيوجد طريقة جديدة للحياة تأخذ بعين الاعتبار طموحات الإنسان وتطلعاته، وتطبيق أحدث ما توصلت إليه أفضل التقنيات العالمية”.
إضافة إلى أن مشروع نيوم يطمح لأن يكون أكثر المناطق أمنا في العالم وذلك منظفات خلال الاعتماد على أحدث التقنيات العالمية الخاصة بتوفير سبل الأمن والسلامة، التي تمنح الحماية للسكان والزوار والمستثمرين.
وستكون الأتمتة 100% في كل الخدمات المقدمة والإجراءات القانونية والحكومية والإستثمارية المتبعة، وفي كافة المعاملات والمرافعات بحيث لا استعمال للورق، ليكون مشروع نيوم الأكثر كفاءة عالميا.
وفي مجال القوى العاملة فسيتم العمل على استقطاب الكفاءات والمهارات البشرية العالية مما يحقق الإبتكارات وتولي الإدارة والقيادة من ذوي الكفاءات، اما الاعمال المتكررة والشاقة فسيتولاها عدد كبير من الروبوتات، مما قد يجعل الناتج المحلي للفرد الغجمالي هو الأعلى في العالم.
وقد تم اختيار الدكتور كلاوس كليفلاند ليكون الرئيس التنفيذي لمشروع ” نيوم”، وهو أحد أهم المدراء التنفيذيين في العالم، وكان يشغل سابقا رئيس مجلس الإدارة لشركتي ألكوا، وأركونيك الرائدتين في مجال صناعة الألمنيوم، ويتمتع بخبرة دولية، أهلته لشغل هذا المنصب في مشروع نيوم، كما وله خبرة على مدى 20 عاما في شركة سيمنز الرائدة في مجال الألكترونيات العالمية والتكلتلات الصناعية، حيث كان يشغل فيها منصب الرئيس التنفيذي.
بعد يومين من الإعلان عن إطلاق مشروع نيوم الإستثماري العملاق والذي رُصد له 500 بليون دولار، تداولته وسائل إعلامية عالمية بكثير من الإهتمام وبرزت ردود فعل متباينة، فقد اعتبره الإعلام الأمريكي والأوروبي “حُلماً اختراقياً للمنظومة الإقليمية التقليدية”، لمل له من اعتبارات دولية تتعلق بشكل مباشر بالأمن السياسي والإجتماعي للشرق الأوسط والعالم.
في حين لم يصدر أي تعقيب مصري أو أردني بشأن مشروع نيوم باعتباره سيشمل مساحات من أجزاء من أرضي هاتين الدولتين.