في كل مرة تنطلق فيها صفارة أي حكم معلنة بداية أي مباراة في بطولة كأس العالم لكرة القدم سيتذكر واحد على الأقل من الملايين الذين أصبحوا يشاهدون مباريات هذه البطولة . أسم هذا الرجل الذي كافح وجاهد لإقامة هذه البطولة .. سيتذكر الفرنسي “جول ريميه” الذي بفضله أصبح العالم يجتمع معاً في سهرة واحدة .. في متعة واحدة للمشاهدة على هذه المعركة الشريفة التي تتنافس فيها الفرق ، التي كان لها شرف الوصول إلى نهائي كأس العالم وحلم الفوز به .
وبسبب حماسه الشديد لكرة القدم – رغم أنه لم يمارس اللعبة – فإنه عندما شكلت لجنة لإدارة بطولة الدوري الفرنسي عام 1910 ، وكانت هذه اللجنة نواه إتحاد كرة القدم الفرنسي – إختير ريميه رئيساً لها ، وبعد ذلك أختير رئيسا للأتحاد الفرنسي عام 1921 بعد الحرب العالمية الأولى . ومنذ ذلك الوقت كرس جهوده للمناداة بتنظيم بطولة للعالم يشارك فيها اللاعبون الهواة والمحترفون معا .وقد تصادف في أوليمبياد 1924 أن اشتركت فرق أمريكا الجنوبية في هذه الدورة ، وفاز فريق أوروجواي على إستضافة بطولة للعالم في كرة القدم في حالة ما إذا تمت الموافقة على إقامة هذه البطولة . وهو ما أمكن بالفعل تحقيقه ، ولكن في عام 1930 ، بعد أن أتفق على إقامة المسابقة كل أربع سنوات .
وقد شهدت جميع البطولات حماسا شديدا ومنافسات قوية للفوز بكأس جول ريميه ، وهى كأس صنعها الفنان الفرنسي إبيل لاتور من الذهب الخالص لفتاة تحمل إكليل الغار . ووزن هذه الكأس 4 كيلوجرامات ، وطولها 30 سنتيمترا . وفي ذلك الوقت – عام 1930 ، تكلفت 40 ألف جنيه أسترليني . وكان من شروط المسابقة أن يحتفظ بالكأس للأبد من يفوز بها ثلاث مرات ، وهو ماحدث للبرازيل التي فازت في بطولات 1958 و 1962 و 1970 وأصبحت الكاس ملكاً للبرازيل . ولكن هذه الكأس التي حازتها البرازيل سرقت من خزينة الإتحاد البرازيلي لكرة القدم ، وفشل البوليس في العثور عليها ، وبعد أن تأكد أن الذين سرقوها قاموا بصهرها وبيع ذهبها قام الإتحاد البرازيلي عام 1984 بصنع نسخة طبق الأصل من هذه الكأس .
لقد كان من نتيجة بطولة كأس العالم ونجاحها وتسابق الدول إلى الإشتراك فيها أن قويت إلى حد كبير ، شوكة تنظيم الإتحاد الدولي لكرة القدم المشهور بأسم (الفيفا) ، والذي يعد حاليا أقوى تنظيم عالمي . وقد بدأ هذا الإتحاد في عام 1904 من سبع دول فقط ( فرنسا وبلجيكا والدانمرك وهولندا واسبانيا وسويسرا والسويد) . ولكنها سرعان ما أخذت تتزايد ، فوصل أعضائها ، عام 1914 إلى 24 دولة ، ثم 31 دولة عام 1923 ، وهو العام الذي أنضمت فيه مصر إلى عضوية هذا الأتحاد . وفي عام 1938 وصل عدد الأعضاء إلى 51 دولة ، وفي عام 1977 قفز العدد إلى 146 . وفي عام 1996 وصل عدد الدول أعضاء الأتحاد إلى 196 دولة – اي تقريباً كل العالم .
وعندما يصدر الإتحاد الدولي تعديلا في أي شرط من شروط اللعبة ، فإنه يصبح قانونا ساريا على كل العالم . ولابد أن يسجل للأنجليز ولجامعة كامبريدج على وجه التحديد أنها كانت صاحبة الفضل في وضع أول قانون لكرة القدم وكان ذلك في العام 1863 . ورغم أن مواد كثيرة من القانون الأول مازال سارياً حتى اليوم ، إلا أن هذا القانون شهد الكثير من التعديلات التي واكبت التغيرات التي حدثت في المجتمع العالمي والإحتياجات التي بدت .
على سبيل المثال ، فقد كان المرمى في بداية القانون يحده من أعلى حبل مشدود ، ولكن في عام 1875 ظهرت عارضة المرمى الخشبية لأول مرة . وفي عام 1933 ظهرت لأول مرة أرقام اللاعبين على الفانلات التي يرتدونها ، ثم أصبحت أخيراً على “الشورت” كما بدأ منذ كأس العالم 1996 كتابة أسم اللاعب على فانلته بحيث يكون واضحا للحكم مرتكب الخطأ وتوجيه إنذارته الى اللاعب الذي يستحق . وقد حدث في إحدى المباريات التي كان حكمها يتحدث الإنجليزية وطرفاها يتحدثان الإسبانية ، أن قام الحكم بإنذار أحد اللاعبين ، وكانت طريقة الإنذار في ذلك الوقت عام 1968 تقتضي أن يستدعى الحكم اللاعب ويوجه إليه الإنذار شفويا … ولكن الفريق أحتج بإنه لم يعرف أن لاعبه أخذ إنذارا لأن الحكم تحدث إليه بالإنجليزية ، ولم يفهم منه اللاعب ماذا كان يريد أن يقوله له لأنه لايتحدث غير الإسبانية .
ونتيجة لذلك الخلاف ظهرت إبتداء من عام 1969 فكرة إستخدام البطاقات الصفراء والحمراء التي يخرجها الحكم .. الصفراء يرفعها الحكم في وجه اللاعب الذي ينذره ، والحمراء يرفعها للاعب الذي يطرده ، وكانت من بين الأقتراحات في ذلك الوقت إدخال بطاقة ثالثة زرقاء ، يرفعها الحكم في وجه اللاعب الذي يبدر منه سلوك سيئ يستحق عليه الطرد وحرمان فريقه منه ، وإنما يستجوب إبعاده من الملعب وإستبداله بلاعب آخر
وسوف يظل أسم جول ريميه مرتبطاً بهذه البطولة التي أصبحت تجذب أكبر عدد من المشاهدين . إنها المتعة التي يستشعرها ملايين الناس في كل أنحاء العالم .
Sources
WikiPedia
الذين غيروا القرن العشرين