تحدث الداعية الإسلامي عمرو خالد على موقع الرسمي عن حجة الوداع، التي تعتبر الحجة الوحيدة التي حجها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت في العام العاشر للهجرة، كما تحدث عن خطبة الوداع الشهيرة.
قال خالد إنه على رغم أن الحج فرض على المسلمين في السنة السادسة للهجرة إلا أن الرسول حج في السنة العاشرة للهجرة حتى لا يشق على المسلمين وأمته من بعده وعقب تلك الحجة وقف الرسول وخطب في المسلمين الذين وصل عددهم 100 ألف أو يزيدون وهو العدد الذي أرهب المشركين أنذاك، ووقع في قلوبهم الرعب من كثرة الحجاج المسلمين وقد وضع الرسول دستورا في خطبة الوداع ليسير المسلمون عليه بخطي ثابته وواضحة لا لبس فيها، فقد ذكر الرسول في خطبته أحد عشر قانونا هي بمثابة دستور حياتي يحيا به المسلمون بدأها بعد الحمد والتسبيح بالوصية بتقوي الله واختتمها بضرورة الترابط بين المسلمين وتحريم أكل أموال المسلمين بعضهم بعضا.
وتابع خالد أنه في يوم عرفة ومن فوق جبل الرحمة جاءت كلمات الرسول بردا وسلاما على الحجاج المسلمين وعقب الخطبة نزل قوله تعالي” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وهي أية سورة المائدة التي أجمع العلماء أنها أخر ما نزلت من القرءان فقد أوصي الرسول في خطبته بتقوي الله عندما قال” أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.”
وأوضح خالد أن الرسول شدد في خطبته على حرمة الدماء وأداء الأمانة إلى إهلها فقال” أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وتابع: كما حذر الرسول من الربا الذي يهدم المجتمعات فقال “وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب، ولحرصه على حياة الإنسان وعدن قتل النفس كرر الرسول تحذيره لحرمة الدماء عندما قال” وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
وأكد خالد أن الرسول لم ينس أن يزف البشارة للمسلمين المؤمنين بالله ىحق إيمانه عندما أكد لهم أن الشيطان لن يقدر عليهم أو يكون له عليهم سبيلا ماإذا تمسكوا بدين الله كما وضح أن عدة الشهور عند الله 12 شهرا منها أربعة حرم فقال صلي الله عليه وسلم” أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
وعن وضع النساء في الخطبة قال الداعية الإسلامي أن الرسول قال “أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
وأكد الرسول في حجة الوداع على عدة ثوابت منها ضرورة الترابط بين المؤمنين عندما قال” أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. كما حذر الرسول من العودة الي عادات الجاهلية وهو الكفر بثوابت الدين مع تشديده التمسك بكتاب الله وسنته عندما قال” فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت … اللهم فاشهد.
وتحدث الرسول في نهاية الخطبة عن الميراث مشيرا إلي أنه لا وصية لوارث وأن الوصية يجب أن تكون في حدود الثلث حتي لا يحرم أخرين فقال” أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل.