منذ أيام عدة ويقوم ألاف المصليين بالاصطفاف في الشوارع الجانبية المؤدية إلى المسجد الأقصى لأداء الصلوات، تعبيراً منهم على رفضهم الدخول إلى ساحات المسجد عبر البوابات التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتفتيش المصليين.
ومنذ قيام قوات الاحتلال بوضع تلك البوابات الإلكترونية لتفتيش المصليين، وهناك غضب بين فئات كبيرة من العرب والمسلمين، حيث تظاهر الكثير من المسلمين حول العالم يوم الجمعة الماضية تعبيراً عن غضبهم من هذا الإجراء.
ولكن في ظل هذا الغضب والحراك المستمر من وضع تلك البوابات، هناك الكثير من العرب والمسلمين يتساءلون لماذا كل ذلك الغضب من هذه البوابات، وهل تستحق كل هذه الغضبة؟؟.
ولذلك فقد قام الشيخ «محمد سليمان نصر الله الفرا» رئيس رابطة علماء فلسطين – فرع خان يونس – في قطاع غزة، بالرد على ذلك التساؤل مؤكداً، أنه لن يضر المسجد الأقصى لو بقى دون نداء ولا صلاة، ولن يضره إغلاق مادام أهله رافضين لتلك الإجراءات من قوات المحتل المغتصب، مؤكداً أن الذي يضر المسجد الأقصى المبارك والقضية الفلسطينية بصفة عامة هو الدخول للمسجد لأداء الصلوات أذلة عبر البوابات، لأن المحتل المغتصب سينتفع بذلك ببسط سيادته ونفوذه على المسجد.
وأكد على ذلك قائلاً:
«راسلني أحد طلبة العلم سائلاً عن حكم دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال على مداخل المسجد، وما سر الرفض الفلسطيني لذلك؟
فأجبته بأن ما تطمئنُّ إليه نفسي هو حرمة دخول المسجد الأقصى عبر هذه البوابات، وأنَّ من دخله منها برضاه واختياره كان آثماً، وذلك للاعتبارات الشرعية والمقاصدية التالية:
1. لن يضرَّ الأمّة شيءٌ لو بقي المسجد الأقصى بلا أذان ولا صلاةٍ، ولن يضرَّ المسجد الأقصى أيُّ إغلاقٍ ما دام أهله رافضين لشروط الاحتلال؛ ذلك أنّ الذي يضر المسجد الأقصى، والقضية الفلسطينية هو دخولنا المسجد أذلةً؛ كالقطيع عبر بوابات الاحتلال.
2. إنَّ دخول المقدسيين الآن للأقصى عبر هذه البوابات يتضمن مفسدةً سنعيشها فترةً طويلةً، وينتفع بها الاحتلال دولياً؛ لأن سيادته على الأقصى قد نجحت، ورضي المسلمون بسلطانه وجبروته، وسيجرُّ علينا تنازلات أخرى تزيد من سيطرته.
3. إن بقاءنا خارج الأقصى مجاهدين ومقاتلين واستشهاديين، وبقاء المسجد فارغاً من المصلين والعاكفين، يحقق مصلحة جهادية مهمة، ويحرض المؤمنين على القتال من أجل فتحه عنوة، والصلاة فيه بعزة وكرامة.
4. إن الرفض المقدسي لشروط الاحتلال يفضح صورته، ويكشف زيفه أمام العالم، ويبين أنه هو الذي يريد أن يفرض سيادته على مقدساتنا عنوة.
5. إن تسول الصلاة في المسجد الأقصى من العدو الغاصب لا يؤجرُ عليه المسلم، كلا والله، بل يجترح به صاحبه إثماً كبيراً؛ لأنه يقوي موقف المحتل، وهذا لا يرضاه الله ولا رسوله.
6. إن واجب الوقت اليوم هو تحرير المسرى، وليس استجداء الصلاة فيه تحت أحذية العدو المجرم، ومَن فرَّط في واجب الوقت من أجل ركعات يركعها بذل، فهو منكوس الفطرة، ومعلول الفهم.
يا ابن القدس… إما أن تصلي في المسجد الأقصى عزيزاً، أو تقضي نحبك على أعتابه شهيداً، فلا مجال للتخاذل والتراجع، والرضوخ لشروط الاحتلال».