تحت عنوان نظرية فاسدة وخاطئة للشيخ الشعراوي، تناول الكاتب الصحف الدكتور «عمار على حسن» أحد المبادئ والنظريات التي أكد عليها فضيلة الشيخ «محمد متولي الشعراوي» وهي قضية تساوي جميع العباد في الرزق.
حيث أكد الكاتب في مقاله المنشور على مصراوي، أن الشيخ الشعراوي قد أكد في الكثير من لقاءته بطريقته البسيطة والجذابة أن البشر جميعاً متساوون في أرزاقهم، فبعضهم يحصل على رزقه في صورة صحة، وآخر يحصل عليه في صورة مال، وآخر في صورة أولاد وهكذا، وفي النهاية يتساوى الجميع.
حيث يرى الكاتب أن تلك النظرية غير صحيحة، حيث يستحوذ بعض البشر على كل ملذات الحياة، وصارت بأيديهم كل أسباب القوة والتمتع بمتع الحياة المختلفة، وعلى النقيض نجد من هؤلاء البشر من يقبعون تحت خط الفقر المدقع ويعيشون في تعاسة وجهل.
ويؤكد الكاتب، أن تلك النظرية يتم استغلالها من قِبل من بيدهم السلطات السياسية المتجبرة والطبقات المهيمنة في تخدير الناس ومحاولة إقناعهم بأن يرضوا بأوضاعهم البائسة، ويظنون أن ما يعشونه من فقر وبئس إنما هو قدر لا فكاك منه، وأن مجرد التفكير في التمرد وكسر تلك القيود إنما هي تعبير عن عدم الرضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى.
مع نص المقال؛؛
مع التفاوت الطبقي المتصاعد في بلادنا، بفعل الظلم الاجتماعي، والفساد الإداري، والاستبداد السياسي، أجد نفسي في هذا المقام بحاجة ماسة إلى مراجعة بعض الأفكار الدينية التي يتم استغلالها في تبرير الوضع القائم على ما فيه من اعتوار واعتلال وسخف. ولعل الفكرة الأبرز هنا تتعلق بما سبق أن قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، عن التساوي في الرزق بين البشر أجمعين.
فقد سمعت، كغيري، الشعراوي وهو يقول إن البشر متساوون في أرزاقهم، فهذا أخذ نصيبه الأكبر صحة، وذلك أخذه مالا، وذاك أخذه بنين، ورابع أخذه راحة بال أو سعادة، وخامس أخذه علما. لكننا وجدنا في دنيانا أناسا كثيرين يعيشون في مرض وفقر وعقم وتعاسة وجهل، وعلى النقيض هناك من نجدهم قد أخذوا كل شيء، وصارت بأيديهم أسباب القوة وركائزها جميعا.
ولا ينفع مع حال التناقض التام تلك قول الشعراوي إن هناك مساواة أو تطابقا تاما في الرزق بين الطرفين، ثم محاولته، عبر طريقته الجاذبة للبسطاء، تسويق وجهة نظره تلك، التي كررها، فساحت في أرض المسلمين، وصار هناك من يرددها من عموم الناس، ومن يستغلها بين الطبقات المهيمنة، والسلطات السياسية المتجبرة، التي توظف الدين في تبرير الأوضاع القائمة، وهي طريقة ألفتها الحكومات المستبدة عبر التاريخ، وبلغت حدا من الاستغلال دفع الفيلسوف الاقتصادي كارل ماركس إلى قول جملته الشهيرة: “الدين أفيون الشعوب”، والتي يرفضها المتدينون بدافع اعتقادي وعاطفي ونفسي، دون أن يمعنوا النظر في الأسباب التي دعته إلى هذا القول، وجعلت بعض الذين اتبعوه يفضلون الإلحاد على التدين، أو على الأقل ينظرون إلى استعمالات الدين نظرة نقدية فاحصة.
ومد الشيخ الشعراوي نظريته في اتجاه آخر فوجدناه يقول ذات يوم إن ما ينتجه الغرب من رزقنا نحن، فأهله يتعبون من طول التفكير، وعناء الابتكار، وبذل الجهد المضني، ثم ينتجون لنا الآلات على اختلاف أنواعها وألوانها وأحجامها وأوجه استخدامها، ثم نستوردها لنستمتع بها ونحن في دعة وسعة وبلا عناء في التفكير أو التدبير. ومثل هذا التصور كفيل بصناعة أقصى وأقسى درجات التراجع والتخلف عن ركب الأمم، وكان من المنطقي أن يتصدى كثيرون لتفنيده، وهم على ثقة تامة من صدق مسلكهم، وإيمان بأن الأمر لا يحتاج إلى جهد جهيد في إقناع الناس بهذا.
لكن تصور الشعراوي عن الرزق ظل ساريًا وجاريًا، يردده الناس في كل مكان، وعلى مدار سنوات كان فيها الرجل على قيد الحياة، ونحو عشرين عاما منذ أن فارق دنيانا وحتى هذه اللحظة، وهو ما يجب تفنيده هنا، أو محاولة طرح وعرض تصور أكثر منطقية حول مسألة الرزق، لا تؤدي إلى توظيف الدين في تخدير الناس، وجعلهم يرضون بأوضاعهم البائسة، ويظنون وهما أن ما هم فيه هو قدر لا فكاك منه، وأن محاولة الخروج منه أو التمرد عليه، هي تعبير عن عدم الرضاء بما قسمه الله سبحانه وتعالى.
أتصور أن عدل الله، جل جلاله، يمضي في اتجاه غير الذي أدركه الشعراوي، وباح به للناس، وكرره خلفه دعاة ووعاظ وأهل فتوى وخطباء، وآمن به كثيرون، وتعاملوا معه على أنه حقيقة دينية راسخة. فالله يسأل الناس على قدر ما أعطاهم، فمن أتاه علما، سيسأله في الآخرة عما فعل بما تعلمه، هل نفع به الناس ودافع به عن الحق والحقيقة؟ أم استخدمه كقلادة زينة ليضعها في عنق كل قبيح؟ أو وظفه في خدمة الطغاة والعصاة والجباة؟ ومن أعطاه الله مالا سأله فيما أنفقه؟ هل في وجوه الخير؟ أم تبطر به وطغى وضن به على خلقه من الفقراء؟ ومن أعطاه صحة سأله هل استعملها في البناء والتعمير؟ أم في التخريب والتدمير؟ .. وهكذا عن كل الحالات والأوضاع.
فكل مسؤول أمام الله على قدر ما أعطاه، ولهذا فإن الغني العارف المعافى الولود السعيد، سيختلف سؤاله عن الفقير السقيم الجاهل العقيم التعيس، وبين هذين الحدين، الأقصى والأدنى، هناك حالات متنوعة لحال البشر، تتفاوت في درجاتها وطبقاتها، وعلى قدرها سيكون السؤال، مع الأخذ في الاعتبار، وهذا منطقي أيضا، أن الإنسان مطالب بالسعي الدؤوب في سبيل تحسين شروط حياته، والله تعالى يعلم ويُقَّدِر ويقرر.
نعم هناك تفاسير إسلامية كثيرة أتاحت ركوب ظهور المسلمين لكل من يريد، وجعلت المسلمين أتعس شعوب الأرض لدرجة أن أصبحوا لا يعرفوا كيفية الاستمتاع بالحياة حتى وإن أتتهم تسعى، والشكر في ذلك لأهل التحريم والتضييق من خطباء المسلمين على مر العصور الذين يستسيغون القول ليلاً نهاراً بأن المسلم لا يكون مسلماً حقاً إلا إذا كان في مشقة وضيق، وإن أمكن لك واطلعت على حيواتهم الخاصة لوجدتهم من أكثر المسلمين ترفاً ورفاهيةً. ربما قالها الشعراوي بنية حسنة فعلاً وعن اقتناع، لكن هناك غيره الكثير من الخبثاء الذين أتعسوا هذه الأمة عن عمد.
يقول تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) أي : جعلكم تعمرون الأرض جيلا بعد جيل ، وقرنا بعد قرن ، وخلفا بعد سلف . قاله ابن زيد وغيره ، كما قال : ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) [ الزخرف : 60 ] ، وكقوله تعالى : ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) [ النمل : 62 ] ، وقوله ( إني جاعل في الأرض خليفة ) [ البقرة : 30 ] ، وقوله ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [ الأعراف : 129 ] .
وقوله : ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) أي : فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق ، والمحاسن والمساوئ ، والمناظر والأشكال والألوان ، وله الحكمة في ذلك ، كقوله : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) [ الزخرف : 32 ] ، وقوله تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء : 21 ] .
وقوله : ( ليبلوكم في ما آتاكم ) أي ليختبركم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به ، ليختبر الغني في غناه ويسأله عن شكره ، والفقير في فقره ويسأله عن صبره . ارجوا ان تتفهم هذا القول او اعتراض علي الذي خلقك
الشيخ الشعراوى لم يقل بذلك مطلقا ، والكاتب لم يفهمه اصلا ، وحكاية الاستفادة من منتجات الغير دون عناء منا ولا عمل لم يقلها الشيخ الشعراوى ايدا وهو تجنى من كاتب ينتمى لليسار الناصرى الذى يكن العداء للشيخ الشعراوى ، وهم لا ينسون تعريفه للشيوعية بأنها : تلصص الى ثراء يحرصه غباء الفقراء .. وهاهم الماركسيون يشنون حملاتهم كالعادة على الشيخ فى كلام لم يقصد هذا المعنى الذى فهموه مطلقا ومنهم كاتب المقال .