ذكرت وسائل الإعلام العالمية، أن هناك مبادرة من قبل بعض المصلين في العاصمة البريطانية لندن، لإنشاء مسجد اسمه “المسجد ليبرالي”، فيه الصلاة مختلطة بين الرجال والنساء في صف واحد، لا يشترط فيه الإمامة للرجال بل الإمامة فيه للرجال أو النساء، وارتداء الحجاب للمصليات فيه ليس شرط أساسي.
فتابعت دار الإفتاء بدورها هذه المبادرة، فأبطلت الهدف الذي من أجله أقيم هذا المسجد، وهو ادعاء أن الفصل بين الرجال والنساء في الصلاة وإلزام المرأة بارتداء الحجاب في الصلاة هو تمييز بين المرأة و الرجل، وذلك ادعاء باطل؛ فقد تقرر في الشريعة الإسلامية أن النساء شقائق الرجال، وأن المرأة مخاطبة بالشريعة كالرجل سواء بسواء كما قال تعالى
: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195]
وهناك غير ذلك من الأدلة القرآنية والشرعية. وأوضحت الإفتاء، أن لا تتحقق صحة الصلاة إلا بستر ما أمرنا بستره الله من أجزاء الجسد رجالا أو نساء، فهو شرط أساسي من شروط صحة الصلاة، وبذلك فقد يتوجب على المرأة ارتداء الحجاب في الصلاة، فذلك ليس تمييزًا ضد المرأة بل إن ستر أجزاء من الجسد أمر تعبدي في حق الرجال والنساء، وإن اختلف ما فرضته الشريعة بين الرجال والنساء.
وأكدت دار الإفتاء على، أن التلاحم بين الرجال والنساء الذي ورد في الصور المنشورة لتلك المسجد، وهذا التلاحم الجسدي الذي يظهر بين المصلين والمصليات منهي عنه شرعًا، ويجب أن لا يحدث في الصلاة، لكنه تعد صريح على قواعد الشريعة الإسلامية.
حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم جميعا ما بنى على باطل فهو باطل