في واقعة تحمل الظلم والقهر وتجعلنا نشعر بأننا نعيش في غابة والبقاء فيها للأقوي ولا مكان بها للضعيف، بل أنني قد تحملت وظلمت الغابة في تشبيهها بالدنيا، فقد تستحي الحيوانات الضارة أن تفعل ببعضها البعض كما أصبحنا نفعل الآن ببعضنا.
فقد تجرد شاب من مشاعره الإنسانية وخلع ثوب النخوة والضمير مستبدلهم بثوب الغدر والخثة، عندما حاول خطف فتاة من والدها تحت تهديد السلاح، أمام أعين الكثير من الناس، وقام بقتل شاب لمجرد أنه حاول تهدئته وعتابه علي ما يفعل، ليترك لهذه البنت وأهل القتيل ذكري حزينة ستظل تذكرهم بها السنوات القادمة في مثل هذا اليوم.
وقد شبه ” عم السيد ” والد القتيل هذا اليوم بـ ” الكابوس “، قائلا ” أن ليلة الواقعة أحضرت العشاء وذهبت إلي منزلي في تمام الحادية عشر والنصف مساءا، وكان رياض يجلس تحت المنزل مع صديقه، فقولت له ” يلا يا رياض أطلع معايا عشان نتعشا ” فقال لي ” حاضر يا بابا أنا هحصلك ” وبعد ربع ساعة تلقيت أتصال من بعض الناس يؤكدون له أن رياض أصيب أثناء محاولته فض اشتباك، فظننت انه الأمر هين وهو مجرد جرح سطحي، وعندما أسرعت إلي المستشفي فوجئت بأنهم يخبروني أن أبني قد مات.
واكمل وهو يبكي قائلا ” أبني معملش حاجة خالص كان بيحوش بس.. لية يقتله.. ده أنا حربت عشان أخرجه من الجيش بعد 6 شهور لأنه كان مصاب ومركب مسامير في قدمه.. هو أنا طلعته عشان يموت”، واكد انه هو الوحيد الذي كان يعمل ويساعده علي متطلبات الحياة.
بينما تحدثت والدة رياض وهي منهارة تماما وتحمل صورته، وتروي الموقف الأخير لها مع أبنها، والذي أصابها بالتعجب وهي لا تدري أنه يودعها،وذلك قبل موته ببضع ساعات.
وتحدثت ” أية ” الضحية الثانية في هذه القضية عن كواليس محاولة خطفها تحت تهديد السلاح وتعدي ” القاتل ” علي والدها ” مريض القلب “.
كما تحدثت شقيقة رياض الذي ذهب إليها شقيقها مسرعا بعد تعرضه للطعن، وكشفت عن أخر كلمة قالها لها قبل موتة بلحظات، كل هذا من خلال هذا الفيديو: