بعد تسعة أشهر من تولى البدري قيادة القافلة الحمراء، ورغم اختلاف وجهات النظر بين الجماهير، وعلامات الاستفهام العديدة في الآونة الأخيرة على شكل وأداء المنظومة ككل، يظل البدري هو المدير الفني الوحيد “من بين ثلاثة أجانب سابقين” الذي استطاع أن يجلب استقراراً فنياً وسلوكياً داخل الفريق، الأمر الذي أدخل الراحة النفسية على مجلس الإدارة، وجلب لهم هدوءاً داخل أروقة النادي، والجمعية العمومية، واستقرارا خارج الأسوار بين الجماهير الحمراء، ولعل هذا هو سبب الخلاف أيضا بعد انتشار الأحاديث، وربما الشائعات عن طلب المدير الفني زيادة في راتبه.
وهى القصة التي روجت الكثير من الأحاديث عن مستقبل الفريق خلال الآونة المقبلة، وهل سيستمر البدري أم سينطلق الفريق إلى وجهة خارجية؟ والنظر في “السيفيهات” الأجنبية المقترحة، والتي من الممكن ان يتولى أحد من أصحابها قيادة الفريق خلال الموسم المقبل، وخاصة بعد التعادل المخيب للآمال أمام زناكو الزامبي في الجولة الأولي للبطولة المحببة للجماهير الحمراء، والتي كانت على إستاد برج العرب، وفقدان الفريق نقطتين هما الأهم في المشوار.
ورغم كل التفوق الملحوظ على الأندية المصرية، والتقدم قي سباق الدوري المحلى بفارق يضمن الحصول على البطولة الأهم داخل مصر، إلا أن الجماهير الحمراء صبت جام غضبها على المدير الفني بعد هذا اللقاء، وعودة الحديث عن “غدر” البدري ورحيله كما فعلها في نهاية فترته الثانية، والهروب إلى أحد الأندية الليبية، وهو الأمر الذي لم تنساه الجماهير حتى الآن، ولكنه في عقل الجماهير مثل البركان الخامد الذي من الممكن أن يثور في حالة أي إخفاق أو تكرار نفس الحادثة في المستقبل، وعلى الجانب الآخر استعدت الإدارة الحمراء لهذا الأمر بشكل غير مباشر من خلال البحث الخفى عن مدير فني أخر، ومن هنا يأتي السؤال…
هل إستفاد الأهلي من البدري؟ وهل إستفاد البدري من الأهلي؟ و هل مجرد الإستقرار الذي تحدثنا عنه هذا كاف ليشفى غليل الجماهير بعد إخفاقات الأعوام الماضية؛ عن طريق إدارة فنية أجنبية فشلت في تحقيق الطموحات الحمراء التي لا تتوقف؟ الإجابة ربما تكون عند البعض داخل الغرف المغلقة، وما علينا سوى الانتظار لما سوف يدور داخل الأروقة الحمراء.