حيوانات كثيرة في شوارع دبي، تعاني من الأمراض، ومنها كلاب قد يصل سعر الواحد منها إلى 10 آلاف درهم إماراتي، ما يؤكد أن مالكوها أثرياء بشكل يمكنهم من تربية الحيوانات، ولكن يبقى السؤال لماذا يتخلى هؤلاء الأثرياء عن حيواناتهم.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية، تقريرا، ترصد فيه هذه الأزمة، وتقول فيونا مايرز-واتسون، متطوعة في مأوى بإمارة أم القيوين، التي تبعد عن دبي ساعة بالسيارة، إن نسبة 1 من كل 4 كلاب، تركها أصحابها المغتربين بسبب مغادرة البلاد في فصل الصيف.
ولخصت فيونا المشكلة، في أن دبي تنمي نزعة الترحال لدى المقيمين بها، إذ يعتقدون أنهم لن يعيشوا سوى 3 أعوام في المدينة الثرية، فيقررون اقتناء كلب لنفس المدة، فهم يسايرون نمط الحياة في دبي، في حين أنهم بلادهم لا يمكنهم فعل ذلك.
الترف الزائد أحد الأسباب
وتوضح المتطوعة هذا الأمر أنه على سبيل المثال يعيش المغتربون في منزل كبير لا يستطيعون تحمل نفقاته في بلادهم، ويمتلكون سيارات بورش، إذ يمكنهم الاستدانة من البنوك بسهولة، فلماذا لا يمتلكون كلبا صغيرا ليكتمل المشهد.
وروت فيونا واقعة مأساوية وقعت العام الماضي، إذ ترك مغتربون كلبا في فيلا فارغة، في جزر الجميرا، حيث تبدأ أسعار الإيجار من 250 ألف درهم سنويا، لتوضح أن الأمر يتعلق بالأشخاص وليس الأموال.
وقالت «الجارديان» إن بداية فصل الصيف يعد مأساة بالنسبة لملاجئ الحيوانات في دبي، إذ يستعدون لعدد كبير من الحيوانات يتركها أصحابها، ويصف أليستر ميلن، مدير مأوى كيه ناين فريندي، أقدم ملجأ كلاب في الإمارات، فصل الصيف بـ«الأسوأ»، موجعا ذلك إلى ما أسماه بـ«الهجرة الجامعية للمغتربين»، ما يتسبب في مضاعفة أعداد الكلاب المهجورة مرتين أو ثلاثة مرات.
الاضطراب الاقتصادي
سبب آخر كشفت عنه الصحيفة البريطانية، يؤدي إلى ارتفاع معدل الكلاب الضالة، وهو حالات عدم الاستقرار الاقتصادي، وضربت مثالا على ذلك بازمة دبي المالية عام 2009، إذ هجر عدد كبير من المتغربين البلاد، ما أدى إلى انتشار الكلاب بالشوارع، بجانب وقوع أصحاب الكلاب في ديون عجزوا عن سدادها.
وذكرت ماهين بهراني، التي أسست مؤسسة الشرق الأسط للحيوانات، أن 40% من الحيوانات الأليفة الضالة في دبي، نتيجة ترك أصحابها البلاد.
ماذا تفعل دبي؟
شجعت الحكومة في دبي المغتربين على أخذ حيواناتهم معهم أثناء هجرة البلاد، ومن أهم الخطوات القضاء على داء الكلب، ليسمح بتصدير الكلاب إلى بلاد عدة، دون حجر صحي مطول، وأيضا ربط القطط والكلاب بهوية أصحابها، ليصبح التخلي عنها أمرا غير قانوني.
فيما اقترحت بهراني، على السلطات إجبار الملاك الإبلاغ عن حيواناتهم قبل مغادرة البلاد.
ليست الكلاب فقط
تقول بهراني إن الأمر لا يتوقف عند الكلاب فقط، بل أكدت تعاملها مع تماسيح، أسود، نمود، وفهود، احتفظ بها أصحابها كحيوانات أليفة، وذلك بطبيعة عملها مع حديقة رأس الخيمة البرية.
وتحكي باستغراب شديد عن ساكني الأحياء الراقية مثل «دبي مارينا» إذ يشتري أحدهم أسدا صغيرا وحين يكبر يتركونه ثم يشترون آخر صغير، وهكذا.
ولكن حال الأسود والنمور وغيرها أفضل من الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، التي تدبر أمرها بنفسها، فحيوانات كالأسود يسلمها أصحابها إلى منظمات الرعاية الاجتماعية، عندما يعجزون عن التعامل معها.