بعد حالة الهجوم التي طالت الدكتور سالم عبد الجليل، بعد تصريحاته الأخيرة المسيئة للمسيحيين، أصدر عبد الجليل بيانا حول أزمته الأخيرة ، قال فيه إن ما صدر منه فى إحدى حلقات برنامجه اليومى المذاع على قناة المحور الفضائية، كان فى سياق تفسيره لسورة آل عمران، ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة، وتحديدا لقول الله تعالى فى سورة آل عمران:” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ”.
وجاء في نص البيان “وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر أعتذر، وأكرّر تأكيدى على ما أكّدتُه فى نفس الحلقة المشار إليها، الحكم الشرعى بفساد عقيدة غير المسلمين – فى تصورنا – كما أن عقيدتنا فاسدة فى تصورهم، لا يعنى استحلال الدم أو العرض أو المال بأى حال من الأحوال، وقلت هذا على الهواء وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة”.
وأضاف البيان “كلمة كفر الواردة فى القرآن الكريم تعنى المغايرة والتغطية، وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل فى مصر حديثا، من كون كافر وصفا مهينا لاحتقار الشخص السيئ الخلق والفاجر فى الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس فى اللغة العربية، ولم يكن حتى على زمن نزول الوحى، فكيف يكون فى القرآن إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم عليّنا سبّ أصنام المشركين، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان فضلا عن أنه من أهل الكتاب “وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ”.
وقال عبد الجليل في بيانه “إن للإنسان فى ديننا حريته فى اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده، والحساب على الله تعالى، بدليل أنّ الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، رغم أنه يقال فيها عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كلام عكس ما نعتقده تماما، من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل أنّ دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبى بأهل مصر خيرا، فاحترامهم مؤكد وإكرامهم أوجب، أما فى دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنسانى والمحبة والبر، ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى، حتى إن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم إذا توافق الأهل”.
وأكد البيان “أوضح أنّ مسألة التعايش بيننا وبين أبناء الوطن من إخواننا المسيحيين، بل بيننا وبين أبناء الجنس البشرى فى كل بقعة من بقاع الأرض، ليست محل بحث أو نقاش، فهى محسومة بنص القرآن الكريم فى سورة الحجرات: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير”، والعلاقة بين بنى البشر تقوم على احترام الآخر والحفاظ له على دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، وهذه مقاصد جميع الشرائع السماوية، ومعاملة غير المسلمين بالبر والقسط والمعروف هى منهجنا كما قال تعالى فى سورة الممتحنة: “لَّا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ”، والشركاء فى الوطن لا يجوز التمييز بينهم على أساس العقيدة أو غيره، بل هم جميعًا مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات، وهذا ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة مع اليهود، واعتبرهم مع المؤمنين أمة واحدة”.
واختتم بيانه بالآية القرآنية: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا “.
للأسف نحن أصبحنا أساتذة في التفسيرات السيئة، وينم ذلك على الضعف الشديد في فهم اللغة العربية، وما قاله الشيخ ينطوي تحت التفسير الجيد للآية الكريمة ” إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه”.
وغير المسلمين لايؤمنون برسولنا الكريم، وبمعنى مرادف فهم يكفرون برسولنا الكريم.
ولايوجد منهم من يقول غير ذلك منهم.