توقع عدد من الخبراء المصرفيين، ارتفاع سعر صرف الريال السعودي أمام الجنيه المصري، وذلك قبل موسم عمرة رمضان، وخاصة في السوق السوداء مع زيادة الطلب على العملة السعودية نتيجة عدم استيعاب البنوك لاحتياجات المعتمرين من العملة السعودية.
ويتراوح سعر صرف الريال السعودي فى البنوك ما بين 4.81 جنيهات للبيع و4.79 جنيهات للشراء، حيث يشهد سعر صرف الريال السعودي مقابل الجنيه المصري خلال الفترة الأخيرة، استقرارًا بسبب تحجيم الدولة رحلات العمرة بشكل كبير، فيما قفز الريال في السوق السوداء لتتراوح أسعاره ما بين 5.25 جنيهات و5.60 جنيهات وسط إقبال كبير على العملة السعودية.
وكانت الحكومة المصريو قد اتخذت قرارًا في يوم الخميس 3 نوفمبر من العام الماضي بتحرير سعر الصرف أمام العملات الأجنبية، ما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه بواقع النصف تقريبًا ليصل الريال إلى قرابة 5 جنيهات فى شهر نوفمبر، واستمر هذا الوضع خلال شهري ديسمبر ويناير، لكن الريال انخفض منتصف فبراير الماضي ليبلغ 4.18 جنيهات، ولكنه عاود الارتفاع مرة أخرى ليصل في الوقت الحالي إلى 4.81 جنيهات.
وقال البنك المركزى إنه تم الاتفاق على تدبير البنوك العامة الثلاثة الريال السعودي المطلوب لتغطية نفقات كافة شركات السياحة الخاصة ببرنامج موسم العمرة “رجب، شعبان، رمضان” لهذا العام والتي تقدر بنحو 700 مليون ريـال سعودي، وذلك تيسيرًا على تلك الشركات وعلى المعتمرين بالالتزام بحجز تلك الرحلات بالجنيه المصري فقط وفقا لآليات ستكون متاحة لكافة الشركات من خلال غرفة السياحة.
وأوضح أن البنوك مستعدة لتوفير ألف ريـال سعودي لكل معتمر شريطة تقديم تأشيرة السفر وحجز الطيران، ونظرًا لأن هذه المبالغ تُعد ضئئيلة مع ما يحتاجه المعتمرين خلال زيارتهم إلى المملكة العربية السعودية، ما يضطرهم إلى الذهاب للسوق السوداء ما أشعل نشاط تجارها وبدأوا المضاربة على الريال السعودي الذي يشهد طلباً قوياً، بسبب موسم العمرة الخاصة بشهور رجب وشعبان ورمضان.
من جانبه اعتبر الخبير المصرفي محمد رضا أن سعر الريال السعودي سيشهد زيادة طفيفة في البنوك خلال الفترة المقبلة، إلا أنه سيرتفع بشكل كبير في السوق السوداء لعدم تمويل البنوك للمعتمرين بالمبالغ التي يحتاجونها.
وأضاف رضا، أنه تم تأجيل موسم العمرة، وكان من الأولى على البنك المركزي توفير العملة السعودية لأنه من المتوقع أن تشهد ازدحامًا وتكدسًا كبيرًا لتأجيلها.
وتابع:” إلا أنه وكما هو الحال مع جميع الأزمات تجاهل البنك المركزي المصري الأزمة، وأعلن توفيره ألف ريال لكل معتمر وهو مبلغ زهيد لا يشفع ولا ينفع مع الرحلة التي تستغر ق على الأقل أسبوعين قبل رمضان، وفي رمضان قد تطول لشهر”.
وحول سعر الريال السعودي توقع أن يقترب من الـ 6 جنيهات قبل شهر رمضان في السوق السوداء، موضحًا أنه في ظل قانون العرض والطلب من المتوقع أن يرتفع سعر الريال السعودى خلال الفترة القادمة وحتى نهاية شهر رمضان بسبب زيادة الطلب على الريال نتيجة موسم العمرة.
من جانبه قال عبد المنعم السيد الخبير الاقتصادي أن ارتفاع سعر الريال السعودي لن يكون كبيرًا، وذلك رجع إلى تحجيم الدولة لرحلات العمرة هذا الموسم بشكل واضح ما سيؤثر بالإيجاب على عدم ارتفاع سعر الريال مثلما يحدث في كل عام.
وأكد الخبير الاقتصادي عبد المنعم السيد أن سعر الريال السعودى لن يرتفع أكثر من 30 قرشًا عما هو عليه الآن، وبالتالي لن يقترب سعره من الـ 6 جنيهات في السوق السوداء مطلقًا، وذلك في ظل بداية موسم السياحة العربي ومن ضمنه السياح السعوديين الذين يساهموا فى زيادة موارد الريال السعودى فى البلاد.
من جهته أكد الدكتور هشام إبراهيم، الخبير المصرفي، أن سعر الريال السعودي سيشهد استقرارًا خلال الفترة المقبلة مع بعض الزيادات الطفيفة بسبب موسم العمرة، موضحًا أن هذه الزيادة ستكون ما بين 5 إلى 10 قروش ما يعنى وصول سعر الريال السعودي إلى 4.90 جنيهات مؤكدًا أنه لن يتجاوز الـ5 جنيهات.
الجدير بالذكر أن البنك المركزي المصري قد أعلن ارتفاع الاحتياطي النقدى من العملات الأجنبية إلى 28 مليار دولار بنهاية شهر مارس الماضى بعد دخول مليار دولار تمثل الشريحة الثانية من قرض البنك الدولى إلى حساب البنك المركزي ضمن قرض بقيمة 3 مليارات دولار من البنك الدولي لدعم برنامج الإصلاح الإقتصادي فى مصر إلى جانب حصول مصر على 500 مليون دولار من بنك التنمية الأفريقي قبل نهاية الشهر نفسه.