حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز، العاهل السعودي، خادم الحرمين الشريفين، على امتصاص غضب شعب المملكة، المتصاعد جراء الخصومات التي طالت بدلات رواتب الموظفين، إثر خطة التقشف الاقتصادي، الشهور الماضية، والتي أدت إلى اشتعال حالة من الغضب، والذى دفع البعض للدعوة للتظاهر ضد نظام الحكم.
أصدر سلمان، أول أمس السبت، مجموعة أوامر ملكية تضمنت تغييرات أمنية واقتصادية وسياسية فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية، والذي رسم بها الطريق الممهد إلى سيناريوهات مستقبلية في حكم المملكة.
لعب البعض بمشاعر الشعب السعودي، باستغلال أرقاما مسربة عن تكلفة الحرب على اليمن، وأشعل المتربصين بالمملكة نار الفتنة، بأن الملك سلمان خاض الحرب على حسابهم ومن جيوبهم وأموالهم التي خصمت ومرتباتهم التي يستحقون؛ والذي جعل الملك يعبد البدلات والمكافآت في أول بنود الأوامر التي أصدرها أول أمس.
هدأ الشعب جراء الأوامر الملكية التي أصدرها الملك سلمان، إلى جانب حرص الملك أن يرضى قوات المملكة التي شاركت في “عاصفة الحزم”، فأمر بصرف شهرين مكافأة لهم، بعد الإشاعة التي انتشرت أنه تم خصم من مرتباتهم.
أما بالنسبة للجانب الأمنى بالمملكة، عكست الأوامر صحة الإشاعات بأنه سيحدث انقلاب عسكري يغير نظام الحكم، وسط أنباء بأن الخلافات على أشدها بين ولي العهد الأمير بن نايف وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث صدر قرار ملكي بتعيين محمد الغفيلي مستشارا للأمن الوطني، تمهيدا للسيطرة على وزارة الداخلية التي يقودها الأمير محمد بن نايف؛ تخوفا من حدوث قلاقل مستقبلية تؤثر على حالة المملكة الأمنية.
جاء بالأوامر الملكية، بتعييين أحمد بن حسن عسيري نائبا لرئيس الاستخبارات، بدلا من الفريق أول ركن يوسف الإدريسي، المحال للتقاعد بأوامر ملكية، لتحصين نظام الحكم، وتأمين خطوط الدفاع لولى العهد المرشح للخلافة عن والده في منصب الملك.
ومن أجل ربط خطوط الاتصال بين المملكة وواشنطن، وتقوية العلاقات بين الملك سلمان ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي، عين نجل الملك، الأمير خالد بن سلمان، سفيرا للمملكة بواشنطن، وتم على إثره إعفاء السفير السابق عبد الله بن فيصل من مهام عمله بالولايات المتحدة الأمريكية.
اقرأ أيضًا هنا: من هو السفير السعودي الجديد الذي عينه الملك سلمان في واشنطن
إلى جانب سلسلة القرارات الخاصة بالأمن، عين الفريق ركن الأمير فهد بن تركي قائدا للقوات البرية، جراء بعض الانتكاسات والإخفاقات التي حدثت للقوات البرية في حرب المملكة ضد الحوثيين باليمن، والذى أدى إلى حالة عدم الرضى على الأمير محمد بن سلمان بصفته وزير الدفاع.
تجدر الإشارة إلى أن القرارات الملكية، لم تغفل نداءات الطلاب بتقديم موعد الامتحانات، قبيل شهر رمضان؛ تفرغا للعبادة وتجنبا درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف.