تعرضت مؤسسة الأزهر، في الفترة الأخيرة لحملة شعواء تهدف إلى هدمها، وتقزيم دورها، تلك المؤسسة العريقة التي لعبت دورا محوريا في كثير من القضايا الإقليمية والمحلية عبر الأزمان والعصور، والأزهر هو مصدر التنوير في مصر في العصر الحديث.
ولدور الأزهر المحوري، في كثير من القضايا الشائكة تسعى جهات بعينها لتقزيمه وهدمه لأنها طرفا آخر وخصما في تلك القضايا من جانب آخر، وتلك الجهات التي تعمل على هدم الأزهر ومن ثمَّ ستستفيد من هدمه هي :-
الجهة الأولى :- إسرائيل
تعتبر دولة الكيان الصهيوني، المستفيد الأول من هدم الأزهر الشريف، حيث كان الأزهر حجر عثرة في طريق دولة الكيان الصهيوني، منذ أن كانت مجرد فكرة فقد دعى الأزهر لنصرة عرب فلسطين عام 1929، والجهاد ضد الكيان الصهيوني عام 1948، واستمر نضال الأزهر في فلسطين حتى يومنا هذا، فقد أمر الشيخ أحمد الطيب، بإنشاء معاهد أزهرية في فلسطين المحتلة للحفاظ على الهوية الإسلاميةفيها.
الجهة الثانية:- إيران
تسعى إيران لاستراجاع تدريس المذهب الشيعي في مصر، كما كان في عهد الدولة الفاطمية، ولكن الأزهر لها بالمرصاد فقد وأد الأزهر هذه الأفكار ورفض تدريس المذهب الشيعي في مصر تحت أي مسمى، واعتبر الأزهر تدريس المذهب الشيعي في مصر مصيدة لجذب الشباب، ومن ثمَّ تربة صالحة للصراع بين السنة والشيعة، حتى يصبح المذهب الشيعي معترف به في مصر.
الجهة الثالثة:- أصحاب دعوات التنصير في إفريقيا
لعب الأزهر دورا كبيرا، في مواجهة حملات التنصير لفقراء أفريقيا، تلك الحملات التي تبناها كثير من المستشرقين في استغلال الشعوب الإفريقية الفقيرة، لنشر أديان غير الدين الإسلامي في تلك الدول، ولكن بعثات الأزهر لدول القارة السمراء كانت سدا منيعا وحصنا حصينا لتلك الحملات.
الجهة الرابعة:- الجماعات الإرهابية التكفيرية
إذا سقط الأزهر سقط معه منهج الإسلام الوسطي، وحل محلها الفكر التكفيري المتشدد، واستشرى لعدم وجود من يتصدى له حال سقوط الأزهر – لا قدر الله- ولأصبح القتل وسفك الدماء تحت ستار الدين منهجا وطريقا، لذلك من أكبر المكاسب الفكرية للجماعات التكفيرية، هدم مؤسسة الأزهر أو السيطرة عليها فكريا.
قصيدة /صدق اليقين
حرب
الردة على الازهر الشريف
للشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
دار الزمان ببحـثه اســـــــتدلالا***وعن اليقــين يراود الأقــــــوالَ
يدعو الهدى والنور جاء سـلاما***يهدى العصاة لهديه وفضــــــالا
والصدق جـاء مصدقا تبيــــــانا***إشراقه ملأ القــلوب جــــــــلالا
ويلى على زمن الفضال عضالا***لمهابة الجهّال صار نكـــــــــالا
يبكى زمان الرّق واســـــــتقلالا***لعناد أهل الفسق هام وصـــــالا
بجهالة تعْمى الفــــؤاد ضــــلالا***بعدا عن الدين الحنيف فعـــــالا
ودفاع إثـْم باغيا وفصـــــــــــالا***لتبرّج الأتراب عـدّ جمــــــــالا
يشدوا السّـــفور مناجيا وصّــالا***ظنًّا به صدق التـّقى أوصـــــالا
يدعو التبرّج زينــة وجمـــــــالا***بمحاسن الأسـياد لام رجــــــالا
يا ذا الحجا زيْفا أطعْـت هــواك***تشْـدو العرا جيدا لها وســـــمالا
فدع الحجاب وشأنه الوصّــــال***أمسى الحجاب لسترة وكمـــــالا
ليس الكســاء بدونـه هــــــنداما***صار التحــلّى بالكــرام نـــــوالا
إن كنت تشدو جيدها إصــلاحا***أترابها ســـتـْرا بــدت أزيــــــالا
أتريد عرْض الغانيات لباســـــا***حاجيتها وعن السّـفور جـــــدالا
وتمرّد الفـتيات بـاء نكـــــــــالا***لمديح حــب الذات كاد جـــــهالا
وسـريرة الراوى هوت أمــثالا***ترْجو الأجـنـّة نسلها وعـضــــالا
فدعت سواد الأسعدى وثنـــــيا***هى بالجحود تشـيّعا وهــــــــزالا
تبْغى إماء الإرْث حقّ الجـــور***عدْل الهوى ساوى الرجال كمالا
أم بسـدس أو بثلــث أخــــــــت***ولحــــــقها قـد زادهــا أنــــــوالا
وكزوجــة ثمْــن . وربــــع دون***طفْـل فقـد ترث المقــام جمـــــالا
وبعـمّــة ثلــثان حــــــق الإرث*** تعْصيبها شـرْع التـّـقى إجـــلالا
تلك الحـــقوق تنـــالها إكمــــالا***بشــريعة الرّحمن صار عِـمــالا
إن كان رقّ البين هـــام نفــــاق***إنّ الحــــرائر بيــننا إفضــــــالا
إن الفســـوق لإهـلــــه ألــــوان***ورياء قـــوم ســـادة أزجـــــــالا
لعـنيــد حــب الغانيات هــــــيام***وعـناد شــيطان الهـوى أشــكالا
فالنحـت ذاك طباع قـوم فسـوق***قـدما تناوب للسـجود رجـــــــالا
دون الإله مقــربين ســــــجودا***عــظم الفسـوق مناوءا وضــلالا
يامن تنادى بالســفور كمـــــالا***مرضى القلـوب وبالجمال خـبالا
يامن تحاكى بالســــفور جمـالا*** ما للكســـا دون الحجاب جمـــالا
يامن تنافق بالعقود وصــــــولا***ما للرّقى دون التـّقى أوصـــــالا
عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
مصر العربية ـ المحلة الكبرى