دارت شائعات الأيام الماضية، أن المملكة العربية السعودية قد يطولها الحرب الكورية الأمريكية إذا ما اشتعلت الحرب بين البلدين، وقد تصل الصواريخ الكورية الأراضي السعودية، وربما يكون للسعودية نصيب من التدمير الذى يلحق بأمريكا ولما هذا الفكر، والإشاعة التي سادت وانتشرت كالنار في الهشيم؟!
بالمنطق الصريح إذا أجبنا عن هذا التساؤل هل كوريا الشمالية تقصف السعودية بصواريخها، ستكون إجابتك “لا”، لكن إن كان تفكيرنا مثل تفكير كيم جونغ أون، فربما تكون الإجابة غير ذلك، وتكون إجابة غير منطقية وتصبح “نعم”.
الحرب هذه المرة معقدة، فلن تكون بين دولة ودولة، لأنه تصارع قوى عظمى، وكل دولة عظمى من هذه الدول له حليف من دول أخرى، تطوله الحرب بصورة ما، إذا اشتعلت الحرب، فالحسابات لا تخضع بالعلاقات المباشرة لكن تخضع للتحالفات والصداقات، فأمريكا تحمل الصين مسئولية إقناع كوريا الشمالية التخلي عن تجاربها النووية بحكم التعاون والصداقة والعلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، والذي بدورها ربما تحمل كوريا المملكة العربية السعودية نتائج تهور ترامب وتصريحاته وما يترتب عليها وما يصل البلدين إليها من نتائج، لكون المملكة العربية السعودية الحليف الأقرب والصديق المقرب لأمريكا في المنطقة والأقرب إلى كوريا.
ربما يلعب الوضع الجغرافي للمملكة العربية السعودية، دوره إن نشأت حرب بين كوريا وأمريكا، كما يلعب الوضع الاقتصادي والتعاون والصداقة دوره في أن تطال السعودية أي ضربات معادية من رئيس كوريا الذى تتوقع منه أي قرار معاد لحلفاء أمريكا في هذا الوقت.
تجدر الإشارة إلى أن الأراضى السعودية تضم قواعد أمريكية على أراضيها، ربما تستخدمها أمريكا في حربها ضد كوريا الشمالية، إلا أن كثيرا من الخبراء الاستراتيجيين يرون أن المملكة العربية السعودية بعيدة تماما عن الصراع القائم بين العملاقين، ويرى البعض الآخر أنه فور اندلاع حرب بين كوريا وأمريكا ستكون القواعد الأمريكية فى الأراضى السعودية هدفا للقصف الكورى، باعتبارها قواعد معادية أيا كان مكانها، فتكون السعودية في ذلك والوقت عدوا مباشرا لكوريا.