يعتقد العديد من الخبراء أن الذكاء العاطفي للشخص (EQ) قد يكون أكثر أهمية من معدل الذكاء (IQ) وبالتأكيد هذا مؤشر أفضل للنجاح ، ونوعية العلاقات ، والسعادة الشاملة . ولقد تطور مفهوم الذكاء العاطفي على مر السنين ، منذ بدايته وكان يسمى “الذكاء الإجتماعي” في عام 1930 ثم تحول إلى “القوة العاطفية ” في منتصف القرن الـ 20 ، إلى إن وصل في الوقت الحالي إلى “الذكاء العاطفي” .
هنا سنتعرف على كيف أن الذكاء العاطفي يؤدي لمزيد من النجاح والسعادة ، ونصائح للوصول لهذا
الذكاء العاطفي هو أن يكون لدى الشخص مستوى من القدرة على :
– التعرف على العواطف وردود الفعل وفهمها ( الوعي الذاتي) self-awareness .
– إدارة ، والتحكم ، والتكيف مع المشاعر ، والمزاج ، وردود الفعل ، والإستجابات (الإدارة الذاتية) self-management .
– تسخير مشاعرنا وتحفيز أنفسنا لإتخاذ الإجراءات المناسبة والإلتزام والمتابعة والعمل نحو تحقيق أهدافنا (الدافع) motivation .
– تمييز مشاعر الآخرين ، وفهم مشاعرهم ، والإستفادة من هذا الفهم لربط الآخرين بشكل أكثر فعالية (التعاطف) empathy .
– بناء العلاقات ، والترابط مع الآخرين في المواقف الإجتماعية ، والتفاوض عند الصراعات ، والعمل كجزء من فريق ( المهارات الإجتماعية) social skills .
الذكاء العاطفي ضروري لبناء حياة متوازنة
إذا كنت تعتقد أن الذكاء العاطفي مهم فقط لأولئك الذين لديهم دائماً التفاعل أو التواصل مع الناس ، يجب التفكير مرة أخرى بهذا . فالذكاء العاطفي هو بوابة إلى حياة متوازنة ، من الضروري وهو أساس لكل جانب من جوانب الحياة .
– الصحة البدنية : القدرة على رعاية أجسامنا وخاصة إدارة التوتر لدينا ، والذي له تاثير لا يصدق على العافية الشاملة ، ويرتبط إرتباطاً وثيقاً بالذكاء العاطفي . فقط عندما نكون على بينة من حالتنا العاطفية وردود أفعالنا ويمكن أن ندير التوتر والإجهاد والحفاظ على صحة جيدة .
– الجانب الذهني أو العقلي : الذكاء العاطفي يؤثر على موقفنا ونظرتنا للحياة . ويمكن أن يساعد على تخفيف القلق وتجنب الإكتئاب وتقلب المزاج . مستوى عال من الذكاء العاطفي يرتبط مباشرة إلى موقف إيجابي ونظرة أكثر سعادة على الحياة .
– العلاقات : من خلال فهم وإدارة عواطفنا ، نحن أكثر قدرة على التواصل بطريقة بناءة أكثر . أيضاً لدينا القدرة على فهم وربط تلك العلاقات ، وفهم الإحتياجات والمشاعر . فإن ردود فعلك مع الأشخاص الذي تهتم بهم ستؤدي إلى علاقات أقوى وأكثر إشباعاً .
– حل النزاعات أو الخلافات : عندما نتمكن من تمييز مشاعر الناس والتعاطف مع وجهة نظرهم ، فإنه سيؤدي لحل الصراعات أو ربما تجنبها قبل أن تبدأ . ونحن أيضاً نفضل التفاوض نظراً لطبيعة قدرتنا على فهم إحتياجات ورغبات الآخرين . فمن السهل إعطاء الناس مايريدون إذا كنا نستطيع إدراك ماهو عليه .
– النجاح : الذكاء العاطفي العالي يساعدنا على أن تكون المحفزات الداخلية أقوى والتي يمكن أن تقلل التسويف ، وزيادة الثقة بالنفس ، وتحسين قدرتنا على التركيز على الهدف . كما يسمح لنا بإنشاء شبكات دعم أفضل والتغلب على العقبات والنكسات والمثابرة مع نظرة أكثر مرونة . وهذا يؤثر بشكل مباشر على قدرتنا على النجاح .
– القيادة : القدرة على فهم مايحفز الآخرين ، ترتبط بطريقة إيجابية وبناء روابط أقوى مع الآخرين في مكان العمل ، وسيجعل أولئك الذين لديهم مستويات أعلى للذكاء العاطفي هم قادة أفضل . ولهذا يمكن الزعيم أو القائد الفعال أن يدرك ماهى إحتياجات شعبه ، حتى يمكن تلبية تلك الإحتياجات بطريقة تسمح بذلك .
والذكاء العاطفي يلعب دوراً حاسماً جداً في حياتنا الشخصية والمهنية ، وأكثر أهمية حتى من مقياس الفعلي لذكاء العقل . في حين جميع الأدوات التي لدينا والتكنولوجيا يمكن أن تساعدنا على تعلم وإتقان المعلومات ، ولاشيئ يمكن أن يحل محل قدرتنا على تعلم وإدارة مشاعرنا وعواطف من حولنا .
فالذكاء العاطفي ليس شيئ عن طريق الوريد ، بل هناك طرق للسيطرة على العواطف . ولكن لم يفت الآوان بعد لمعرفة هذا ، وبغض النظر عن عمرك ، لايزال بإمكانك أن تنال الذكاء الإجتماعي ويبقى معك بقية حياتك .
1- مراقبة مشاعرك
نحن نفقد بسهولة إتصال مع مشاعرنا عندما نكون مشغولون جداً . وما لاندركه هو أن قمع عواطفنا يجعل الأمور أكثر سوءاً ، فبدلا من العناية الجيدة بمشاعرنا ، نختار تجاهلها أكثر من مرة . وعندما نشعر ببعض المشاعر السلبية يجب التهدئة والتفكير لماذا أنت تعاني من هذا . وخذ نفساً عميقاً وأكتب تلك المشاعر التي تواجهها والأسباب المحتملة . عندما يكون لديك أشياء مكتوبة ، يمكنك تحديد المشاعر الخاصة بك سيؤدي لتفكير في طرق للتعامل مع كل واحدة منهم .
2- ممارسة الإستجابة ، وليس رد فعل
رد الفعل هو عملية اللاوعي حيث نتصرف بطريقة اللاوعي والتي تعبر أو تخفف من تلك المشاعر . والإستجابة هى عملية تنطوي على دفع الإهتمام لمشاعرك وتحديد كيفية التصرف . على سبيل المثال ، إذا كنت تعرف إنك تغضب بسهولة وتلقي بغضبك وبمزاجك إلى زملائك عندما تشعر بالإرهاق الشديد في العمل ، إنتبه لذلك والتفكير في مايمكنك القيام به في المرة القادمة عندما تواجه نفس الموقف . ربما يمكنك محاولة إخبار زملائك بإنك تحتاج إلى بعض اللحظات الهدوء والصامتة لأنك تشعر بالجهد في الوقت الحالي ، أو ربما يمكنك الحصول على بضع دقائق لوحدك لتهدئة نفسك أولاً .
3- البقاء متواضع في جميع الأوقات
عندما تظن دائما أنك أفضل من الآخرين ، فلن ترى أخطاءك الخاصة ، ومن المحتمل أن يحدث أشياء التي لاتلبي تواقعاتك . حاول أن تنظر إلى نفس الشيئ من منظور مختلف ، بدلا من الحكم على الشخص أو أي شيئ ما ، ضع نفسك في حذاء الشخص الآخر وحاول التفكير والشعور به . هل ستشعر بنفس الشيئ ، ولماذا ؟ وبهذه الطريقة من المحتمل أن تفهم أفكار الآخرين ومشاعرهم أكثر . كن متواضعاً بما فيه الكفاية لمعرفة أنك لست أفضل من أي شخص ، والحكمة بما يكفي لمعرفة أن كنت مختلفاً عن البقية !
الذكاء العاطفي يمكن تعلمه ، ولم يفت الآوان لمعرفة هذا ، فقط المراقبة المستمرة والممارسة . للوصول لحياة أفضل وأكثر سعادة .
Source: Emotional Intelligence Statistic