يتسبب دخول أجسام غريبة، مثل الأتربة المتطايرة وذرات العناصر الموجودة في الهواء، إلى حدوث رد فعل طبيعي من أجل التخلص من تلك الأشياء، والتي تسبب تهيج في الأغشية المخاطية والجيوب الأنفية، والمعروف بالعطس، والذي قد جعله الله تعالي وسيلة ليستطيع الإنسان من خلاله التخلص من الميكروبات والجراثيم النافذة إلى الجسم عبر فتحة الأنف، لينظف مجرى التنفس، ويحمي الإنسان من الإصابة بالأمراض.
وينتاب البعض حالة من الخجل عندما يبدأ في العطس، مما يجعله يتعمد كتمانها، وهذا ما حذر منه الأطباء، والذين أكدوا على ضرورة ترك العطس يخرج من الأنف، وذلك من أجل تجنب الأضرار الخطيرة التي قد تصيب الإنسان في حالة كتم العطس، حيث أثبتت الدراسات أن كتمان العطس قد يسبب الشلل، بالإضافة إلى حدوث إصابة في طبلة الأذن نتيجة الضغط الهائل المتولد عن كتمان العطس، وقد يتسبب أيضاً، خاصة في هؤلاء الذين لديهم مشاكل صحية، إلى حدوث أضرار بالغة في الأوعية الدموية للعين والمخ.
أسباب العطس؛1-انتقال أجسام غريبة من الهواء إلى الأنف، يكثر تواجد الغبار والأتربة الدقيقة الحجم والخفيفة الوزن المتطايرة في الهواء خلال الأيام التي يكثر فيها حركة الهواء، والتي يمكن وبكل سهولة أن تدخل إلى مجرى الأنف عند استنشاق الهواء المحتوي على هذه الأتربة والغبار، والتي تتسبب بدورها بتهيج في شعيرات الأنف، وخروج الرذاذ من الأنف أثناء العطس والذي يحمل معه الغبار والأتربة إلى خارج الأنف.2-الحساسية، يعاني نسبة كبيرة من الناس من الحساسية تجاه بعض الروائح، مثل رحيق الورود أو زهور الأشجار المختلفة والتي تكثر ويشيع تبادلها بين الناس في أوائل فصل الربيع عند تفتح تلك الورود والزهور، فتسبب العطس عند استنشاق عبير الورود أو عند تحريك الهواء لزهور الأشجار، وتطاير ذرات الرحيق المستمرّة منها في الهواء، أو غيرها من روائح العطور الصناعية، ومعطرات الجو والروائح العطرية المنبعثة من قشور بعض أنواع الفواكه كالبرتقال والليمون.3-الاستحمام، يعمل بخار الماء المنطلق من الماء الساخن أثناء الاستحكام على تنظيف الأنف من الأتربة والغبار المتراكم به، وفي حال الخروج من الحمام إلى باقي غرف المنزل يمكن دخول بعض الأتربة الدقيقة أو الروائح إلى الأنف، مما يتسبب في تهيّجه، وبالتالي البدء بالعطس لإخراجها والتخلص منها. الإصابة ببعض الأمراض،4-تتسبب بعض الحالات المرضية في تهيج الأنف المستمر تجاه أي جسم أو رائحة تدخل إليه، تماماً كما يحدث في حالات اللحمية الكبيرة، وحالات انغلاق الممرات الداخلية للجيوب الأنف، وكذلك الإصابة بفيروس الإنفلونزا، ومن الضروري علاج هذه الحالات المرضية من أجل التخلص من العطس، .5-منعكس العطس الضوئي، يتسبب التعرض لأشعة الشمس المباشرة بالعطس، حيث يعطس واحد من بين 4 أفراد عند التعرض للشمس، ويعتقد أنّ ذلك يحدث بسبب الأوامر التي يبعثها المخ للعين لتضيق، والتي يرافقها تحفيز الغشاء المخاطي على العطس.وقد ورد في فضل العطاس ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له يرجمك الله، وأما التثاؤب ، فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان».