شهد سعر صرف الدولار هدوءا في حدة الارتفاعات خلال الفترة الماضية، وتحديدا منذ قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف” التعويم”، ثم عادت العملة الخضراء للارتفاع في البنوك المحلية من جديد، لتتخطى حاجز الـ 18 جنيه مرة أخرى، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات حول السبب في تراجع الدولار إلى ما دون 16 جنيه في وقت سابق، وما هو سعر ارتفاعها من جديد لتتخطى الـ 18 جنيه؟
حول هذا الموضع كان للخبير الاقتصادي هاني توفيق تحليل ورأي حول سر الارتفاع الجديد في سعر صرف الدولار الأمريكي، وأيضا السبب الرئيسي وراء تراجع الدولار خلال المرحلة الماضية، ففي تدوينة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك “، حيث قال:” أن الأجانب قد جاءوا الشهر الماضي الى مصر وبحوزتهم مليارات من الدولارات الأمريكية ، وقاموا ببيعها للبنك المركزي المصرى بنحو 18 جنيهًا للدولار ، حيث قاموا باستخدام تلك القيمة بالحصول على أذون خزانة بالجنيه المصري ، والبنك المركزي قد نظر الى تلك الدولارات على أنها ملكه بالفعل ، متناسياً أنها أموال ساخنة تجوب العالم أملاً فى حصد إحدى فرص الربح السريع ، وقام المركزي باستخدام الحصيلة الدولارية لتقليل سعر الدولار بالبنوك لنحو 15.75 جنيه، وهو ما أدى الى قيام الغالبية العظمى من الأجانب ببيع أذون الخزانة من جديد كما هو متوقع .
مشيراً الى أن هؤلاء قاموا بعد ذلك باسترداد دولاراتهم مرة أخرى من المركزي بهذا السعر القليل ، ليحصدوا أرباحا كبيرة تبلغ نسبتها نحو 12.5 %، على دولاراتهم خلال أسبوعين فقط “.
واضاف الخبير قائلا:” أنه بعد ذلك، توقف تقريباً دخول الأجانب في أى من العطاءات التالية، كما هو مرجح أيضًا، وبالتالى فقد فتوقف وفود الدولارات الساخنة من الخارج، مما زاد من سعر الدولار ليصل اليوم لأكثر من 18 جنيه”.
وقد حمل الخبير الاقتصادي” توفيق” المسؤولية كاملة للبنك المركزي، في ختام تدوينته متسائلا بالقول: ” السؤال للمركزى إن كان هناك من يستمع .. هل سيركب الأجانب المرجيحة من جديد على حساب المصريين ، أم ستُستعمل الدولارات هذه المرة برشد وتعقل ورؤية إقتصادية أكثر، لكى يتم الحفاظ على ثبات قيمة الجنيه، عوضاً عن التحرك بحدة على منحنى السعر، سواء هبوطاً أو صعوداً؟” .