عندما يصبح الدين تهمة عقوبتها الإعدام .. التهمة أنه مسيحي ..!!
الجملة السابقة كنت أجدها فى الكثير من الكتب التى تتحدث عن اضطهادات الرومان للمسيحيين حيث كان يسأل القاضى أو الحاكم المتهم إذا كان مسيحى أو لا ؟
فإذا أجابه بأنه مسيحى يصدر الحكم بموته و الحقيقة و أنا أقرأ هذه الجملة كنت دائما أتعجب أن إنسان يحكم على إنسان بالموت لمجرد اعتناقه لدين معين يراه خطـأ، صحيح عرف وأدرك بعد دراسة و اطلاع اصبح يلتمس لهم العذر بسبب طبيعة عصرهم و لان الثقافة الرومانية.
كانت ثقافة الرومان مبنية على الاعتزاز بالقوة و التقليل من المشاعر و لأن كان الشاغل الأساسى لهم هو وحدة المجتمع و تماسكه وفى سبيل ذلك يمكن تحطيم أي شئ و خصوصاً بعد أزمة العالم الرومانى، لكن بالرغم من كل ذلك، لم أستطيع أن أتفهم أو أقبل فكرة القتل على الهوية مهما كانت المبررات و الأسباب و حتى لو كانت في العصور الوسطى .
الفاجعة القصوى هى أن القتل على الهوية اصبح سمة أساسية فى عالمنا المعاصر فبنظرة بسيطة على خريطة العالم سوف نجد أقليات دينية تُقتل فقط لأنها تنتمى الى دين يُخالف دين الغالبية فمثلا في الشرق الأوسط يقتل المسيحيين فى اغلب الأحيان فقط لكونهم مسيحيين، و فى بعض البلاد مثل بورما يقتل المسلمين في أغلب الأحيان لكونهم مسلمين و هناك بلاد تقتل البوذيين لكونهم بوذيين و هناك بلاد تقتل الهندوس فقط لأنهم هندوس .
يحدث كل هذا في ظل تطور حضاري و أخلاقي من المفروض أنه يجعل من الإنسان أكثر شفقة و رحمة بالمخلوقات الأُخرى و ليس فقط بأخوة الإنسان بينما نجد العكس و كان شعاره هذا العالم ملكي أنا فقط و لا يتسع لغيرى.
الحقيقة انأ لا اعلم ما سر هذه الكارثة بالضبط هل ذلك لأن الإنسان يعيش في ظل قشرة الحضارة دون الدخول الى جوهرها ؟
أم أن الغياب الأخلاقي و الروحي جعل الإنسان مجرد جسد مادى يتحرك لإشباع جسده فقط مهما الثمن ؟
أم أننا فى حاجة إلى أن تكون الأديان اكثر فاعلية فى حياة البشر من خلالها تقديمها بشكل عصرى ؟
أم أن غلبة النزعة الرأسمالية و عدم التوزيع العادل و الرحيم للثورة و غياب الديمقراطية و العدل السياسى هم السبب ؟
أم أن السبب هو كل هذه العوامل مجتمعة ؟
أم أن هناك أسباب أُخرى لا أفهمها و تفوق عقلى ؟
الله أعلى و أعلم و لكن الأكيد أن الاستمرار بهذا الشكل على سطح هذا الكوكب اصبح مستحيل جداً ..