بدأت روسيا سحب قواتها العسكرية من سوريا التي مزقتها الحرب، بدءا من حاملة الطائرات الوحيدة المنتشرة في منطقة الحرب، وتأتي هذه الخطوة استجابة لوقف إطلاق النار التي شملت معظم أنحاء البلاد.
وقال غيراسيموف: “وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع الروسية بدأت في الحد من الانتشار المسلح لسوريا، وأضاف أن مجموعة تابعة للبحرية برئاسة حاملة الطائرات الاميرال كوزنتسوف ستكون أول من يغادرة المنطقة.
وأكد القائد الرئيسي للقوات الروسية في سوريا، اندريه كارتابولوفا ، المعلومات، وقال لوكالات الأنباء: “قد تم انجاز المهام المحددة لمجموعة حاملة الطائرات أثناء مهمتها العسكرية.”
ومن المتوقع أن يتم البقاء على قاعدتين عسكريتين روسيتين في سوريا: قاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية في اللاذقية، وبالإضافة إلى ذلك الدفاعات المضادة للطائرات “S-300 “، وأنظمة “S-400″، ستبقى منتشرة في منطقة النزاع، وفقا لكارتابولوفا.
كانت روسيا قد قامت بحملة قصف لا هوادة فيها دعما للنظام السوري في سبتمبر 2015 ، من أجل السيطرة على حلب، هذه مدينة ذات أهمية استراتيجية، وثاني أكبر المدن في سوريا، وقد تركز القصف الروسي في كثير من الأحيان على المستشفيات وأهداف مدنية أخرى، مما خلف مساحات واسعة من حلب إلى أكوام من الأنقاض، إلى أن قامت قوات المعارضة للاستسلام أخيرا وتسليم المدينة للنظام الشهر الماضي.
وكان هذا أكبر انتصار لقوات النظام السوري المدعوم من الكرملين، ومهدت الطريق لروسيا للتوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر، حيث نظمت مؤتمرا للسلام في وقت لاحق من هذا الشهر بدون الولايات المتحدة، والمحادثات التي ستعقد في الأستانة عاصمة كازاخستان، ستكون مع تركيا وإيران، ولكن العديد من المحللين يشككون في أن روسيا يمكن تنسحب مقابل حل سلام دائم في سوريا من دون أن يكون دور أو وزن للولايات المتحدة وراء ذلك.
كان بوتين قد أعلن في وقت سابق الانسحاب الجزئي للقوات الروسية في مارس 2016، ولكن كان موسكو في وقت لاحق ذهبت إلى عكس، حيث كثّفت وجودها العسكري عندما ازدادت حدة القتال.