الزيارات المتعاقبة لمسؤولين عراقيين لمصر في الأشهر الأخيرة الماضية، وتقديم العراق عروض لمصر بتزويدها بالنفط بعد نقض شركة أرامكو السعودية لاتفاقيتها بتوريده إلى مصر، دعت صحيفة العرب اللندنية للقول بأن” إيران تحاول جاهدة استمالة مصر، من بوابة العراق”
وكان آخر الزيارات لمسؤول عراقي، التي قام بها وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري مؤخرا، والتقى خلالها وزير خارجية مصر سامح شكري، وفي مؤتمره الصحفي أشاد الجعفري بدور مصر في المنطقة بالقول ” نثمن الدور التاريخي والمحوري لمصر في المنطقة، الداعم لكافة الجهود الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم العربي، والحفاظ على مقدرات الشعوب والسلامة الإقليمية للدول العربية”.
وأضاف الجعفري ايضا مشيدا بـ“الدور الوطني والبطولة التي اضطلعت بها القوات المسلحة المصرية والأزهر الشريف والجامعات والقضاء المصري في حماية الدولة المصرية إبان فترة الاضطرابات في السنوات الأخيرة”.
كما والتقى الجعفري الرئيس عبد الفتاح السيسي واستعرض معه آخر التطورات في المنطقة، والحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية”داعش” في العراق، وأعرب الجعفري عقب اللقاء عن حرص الرئيس السيسي الكبير على توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، وفق ما نقلته وكالة أنباء” الشرق الاوسط”.
هذا وقد لاقت زيارة الجعفري تغطية إعلامية كبيرة من قبل وسائل إعلام عراقية وإيرانية، مما دعا كثير من المحللين السياسيين لاعتبار ذلك ضمن سعي إيران لاستمالة مصر والتقارب معها، مستغلة التوتر في العلاقات بين مصر والسعودية في الآونة الاخيرة.
وربما فتح ايران لقنوات اتصال مباشرة مع مصر، وهذا ما تدركه إيران جيدا، قد يكون غير مرحب به، فارتأت أن يلعب هذا الدور البلد العربي”العراق” المعروف بولائه المطلق لأجندة ايران في المنطقة.
وبالمقابل يرى محللون استبعاد فتح مصر صفحة جديدة مع إيران نظرا لتاريخ العلاقات بين البلدين، لأن مصر تفضّل أن تكون في موقعها المعهود في صلب المنظومة العربية هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى إدراك مصر لأهداف ايران التوسعية، التي تشكل تهديدا خطيرا للمنطقة ككل.