أكد اللواء “سمير فرج”، مستشار المجلس العسكري، خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، أن زيارة المشير طنطاوي لميدان التحرير يوم الجمعة الماضية، ليس لها أي مدلول سياسي كما يزعم البعض، ولكنها جاءت مصادفةً أثناء مروره من ميدان التحرير لزيارة بعض الأقارب بالمنطقة.
كما أكد خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامج هنا العاصمة، والمذاع عبر فضائية cbc، أن جميع الأحداث والاجتماعات التي تمت في المجلس العسكري خلال الفترة التي تولى فيها مقاليد حكم البلاد عقب تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، وحتى أن تم تسليم السلطة إلى محمد مرسي بعد انتخابات الرئاسة في 2012 جميعها مسجلة صوت وصورة، و أكد أنه عندما تولى الفريق السيسي وزير الدفاع أمر بتجميع تلك البيانات المسجلة ووضعها في الخزينة السرية للقوات المسلحة.
و أضاف قائلاً؛
“أحب أن أؤكد مرة أخرى أن المشير طنطاوى لن يكتب مذكراته؛ لأنه مع انتهاء فترة المجلس العسكري إبان ثورة يناير، كانت فيه تعليمات واضحة من الجميع لكل أعضاء المجلس بعدم نشر أي معلومات خلال فترة العشرين شهرا التى أعقبت يناير 2011، وهو كرئيس للمجلس العسكرى التزم بتلك التعليمات مثل أى شخص”.
وأوضح “فرج”: “لو الناس حبت تعرف اللى حصل فى يوم من الأيام.. فأنا أحب أطمّن الشعب المصرى إن أولاً: من أول يوم بدأ فيه عَمَل المجلس العسكرى وتم تسجيل كل حرف بيتم، يعنى عندنا مثلاً حاجة اسمها (سجل سير الحوادث) الساعة كذا يوم كذا مظاهرة كذا وتم خلالها إجراء كذا.. كل الكلام ده من الأحداث دى موجودة، ثانيًا: جميع مقابلات واجتماعات المجلس العسكرى التى كانت تبدأ فى تمام التاسعة صباحًا وتنتهى الخامسة عصرًا كلها مسجلة بالكامل صوت وصورة، وموثق كل واحد قال إيه، والآراء والقرارات التى اِتُّخِذَت”.
وأكد فرج: “جميع اللقاءات التى تمت فى فترة العشرين شهرا أجراها المجلس العسكرى، سواء الداخلية مع جميع الأطياف السياسية، والأطياف الدينية والأحزاب، كانت بتنتهى بتتسجل سواء كانت فى وزارة الدفاع، أو فى إدارة المخابرات الحربية مع الوزير السيسي أيامها، أو فى إدارة الشؤون المعنوية”.
وتابع: “اللقاءات العربية فى مصر كلها اتسجلت، وحاجة محدش يعرفها إنه كان فيه مبعوثون بيطلعوا من المجلس العسكرى برا لبعض الدول يحملون رسائل أو خلافه، وأيضًا كانت بتتسجل، حتى اللقاءات التليفزيونية، كلها اتسجلت.. احنا النهارده عندنا تراث كامل مُسَجَّل لتلك الفترة العصيبة فى تاريخ مصر، وعلشان كدة أول ما الفريق السيسي تولى وزارة الدفاع؛ أمر بتشكيل لجنة لتجميع كل هذه الوثائق ودخلت الخزنة السرية للقوات المسلحة”.
واستطرد مستشار المجلس العسكرى فى كشف كواليس تلك الفترة: “ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكى خلال فترة الخريف العربى، أو الربيع العربى، وكانت وقتها هيلارى كلينتون وزيرة خارجية، والراجل ده كان فى مصر من شهرين، وعزمته على العشاء، وقعد فترة طويلة يحكى إنه كان بيكلم المشير طنطاوى تقريبًا مرة أو اتنين فى اليوم، منهم مرة لما كان المتظاهرين بيهاجموا السفارة الإسرائيلية، وتل أبيب كلمته فى واشنطن وقالت له شوف حل.. فقال لى: أنا كلمت المشير طنطاوى وفعلاً اتخذ الإجراءات لأن دى بعثة دبلوماسية على أرض مصر، وكان مجمل كلامه إن طنطاوى رجل وطنى، ومخلص وبيحب بلده، واللى عمله خلال تلك الفترة إنه حقيقى حمى البلاد لأنها كان ممكن تبقى زى سوريا أو العراق”.
وقال: “المشير قال لى: أنا مش هتكلم، ومش هكتب مذكراتى، ولا هعمل أى حوارات، وكل الكلام سايبه لتاريخ مصر، ومصر فى الآخر هتقدّر ماذا فعل المجلس العسكرى”.
وعن سؤال الإعلامية لميس الحديدى عن الإفراج عن تلك الوثائق وخروجها للرأى العام والكشف عن محتواها، أوضح اللواء سمير فرج: “طبعًا.. بس أهم حاجة دلوقتى إن الوثائق دى موجودة، ومحفوظة فى أماكن أمينة اللى هى الخزنة السرية للقوات المسلحة المصرية.. لكن تطلع امتى أو ماتطلعش ده بيبقى طبقًا للظروف السياسية للدولة، ولما ييجى التوقيت المناسب هتطلع للرأى العام علشان ده تاريخ مصر فى واحدة من أكثر الفترات العصيبة التى مرت بها الدولة”.
وأوضح “فرج”: “أقسم بشرفى أن المشير طنطاوى أصدر أوامره إن مفيش طلقة تتفتح فى أى يوم خلال الأحداث التى تمت، فلما الشباب هجموا على وزارة الدفاع فى الأحداث الشهيرة؛ احنا كنا مذعورين جوه فى المجلس العسكرى، لأن لو الناس دخلت المجلس جوه فده شرف العسكرية المصرية، وأصدر المشير طنطاوى أوامره بإن مفيش طلقة تتفتح، والكلمة بتاعته قال فيها: لو طلقة اتفتحت معناها حمام الدم هيمشى فى مصر، وهقول سر أول مرة يتقال: الولاد بتوعنا العساكر والضباط لوحدهم دخلوا ومشّوا الشباب بالعصيان، وجريوا لحد ما وصلوا العباسية ودخلوا على شارع رمسيس، كل ده كان بدون أوامر والكلام ده أنا بقوله لأول مرة، لكن الأوامر كانت واضحة إن مفيش طلقة تتفتح، وأعتقد إن هو ده اللى حمى مصر وخلّاها قوية، واحنا النهاردة بنبدأ صفحة جديدة، وبنعمل إصلاحات اقتصادية، وإن شاء الله ربّنا يدينا الخير والبركة”.