قام البنك المركزي المصري، باتخاذ عدة قرارات بشأن تداول العملات الأجنبية في البنوك المحلية، من أجل كبح جماح السوق السوداء، وخاصة بعد وصول سعر الدولار الأمريكي إلى أرقام قياسية غير مسبوقة، حيث قام بتحرير سعر صرف الجنيه، وعدم فرض قيود على البنوك المحلية بتحديد أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري، بالإضافة إلى السماح للبنوك بالعمل يومي العطلة لهما “الجمعة والسبت”، ومد فترة العمل في باقي أيام الأسبوع إلى الساعة التاسعة مساءا.
ولكن البنك المركزي فاجئ المتعاملين في المجال المصرفي، بقرار جديد اتخذه اليوم، وهو وقف عمل البنوك يوم غدا الجمعة الموافق 11-11 والذي يتزامن مع الدعوات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، للقيام بتظاهرات بسبب سوء الأحوال المعيشية والغلاء، والتي يطلقون عليها “ثورة الغلابة”، وذلك تحسبا لوقوع أعمال شغب ونهب وسرقة من الممكن أن تطال البنوك.
وصرح أحد المتعاملين في المجال المصرفي، بأن قرار البنك المركزي اليوم بغلق البنوك يوم غدا الجمعة، سوف يُعطى الفرصة لتجار العملة في السوق السوداء لرفع سعر صرف الدولار الأمريكي، وخاصة وأن سعر الشراء بدأ يتراجع في البنوك المحلية اليوم بصورة كبيرة، مثل بنك مصر وبنك الإسكندرية والبنك الأهلي الذي تراجع فيهما سعر شراء الورقة الخضراء بشكل كبير اليوم، حيث سجل سعر الشراء حوالي 16.50 جنيه.
وأضاف المتعامل، أن حائزي الدولارات دائما يبحثون عن أعلى سعر من الممكن أن يبتاعون به ما لديهم من عملة، ولذلك فإنه من المتوقع أن يبحثون عن تجار العملة في السوق السوداء، لكي يبيعوا لهم الورقة الخضراء بسعر أعلى من البنوك وخاصة مع غلقها غدا، مؤكدا على أن تجار العملة سوف يستغلون تلك الفرصة، حتى يُعوضوا ما لحقهم من خسائر في الفترة التي تبعت قرار التعويم، بسبب حالة الركود التي شهدتها التعاملات في السوق السوداء.