شهد شارع السيد عبد اللطيف أمام مستشفي رسلان الجديدة بطنطا في الفترة الأخيرة ظهور أحد المرضي النفسيين وهو لا يجلس ألا وسط القمامة ولا يأكل ألا منها، عاريا كما ولدته أمه في بعض الأوقات، وفي آنا أخر مستورا ببعض الملابس التي تصدق عليه بها بعض أصحاب الخير من الناس، التي مازالت قلوبهم حية تنبض من فعل الخيرات، وتشعر بمعاناة الناس.
يصرخ هذا المريض كل بضع دقائق بأعلي صوته ” اااااه ” وكأنه يعبر عن ظلم فادح وقع عليه، ثم يردد لسانه بعض السباب والألفاظ البذيئة، التي تخدش الحياء وتؤذي أسماع كل من يمرون من حوله، وهو لا يؤخذ علي ما يقول ولا يجوز محاسبته علي ما يفعل، لأنه مريض، ونحن دائما نقول ” ليس علي المريض حرج”.
ولكن الحرج والحساب يقع علي الدولة التي تتعامل مع هؤلاء وكأنهم كلاب، وتراهم يملائون الشوارع، في كل محافظات مصر ولا يلتفتوا إليهم، رافضين مد يد العون لهم، نحن لا نطالب الحكومة أن تأخذهم وتبني لهم بيوت يسكنوا بها، بل كل ما نطالب به هو الرحمة بهؤلاء، فيجب أن يتم وضعهم في مستشفي الطب النفسي ليتلقوا العلاج اللازم ويأكلوا ويشربوا لقمة نظيفة، لأنهم بشرا مثلنا إنسان قد كرمه الله وفضله علي جميع الخلائق ونفخ فيه من روحه، فكيف يعيش ويأكل من القمامة، ونحن فقط نشاهده لنضحك عليه، بل نقذفه بالحجرة لأنه مريض.
نرجو من الدولة أن تخصص لجنه تتبع الصحة النفسية في كل محافظات مصر تستقل سيارة وتسير في الشوارع للوصول سريعا إلي هؤلاء ووضعهم في مكانهم الطبيعي، قبل أن يصل إليهم من يتاجرون في أعضاء الإنسان، فهم أمانة في رقبتكم، فأن تخلت عنهم الأهل والأحباب فتبقي لهم مصر، فأن رحلت إبائهم وأمهاتهم فتبقي لهم مصر حما وسكنا وأمانا من كل شر.